شفا -انتقد المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني ردَّ الرئيس باراك أوباما على هجومين استهدفا البعثتين الدبلوماسيتين للولايات المتحدة في مصر وليبيا.
وعبّر رومني عن غضبه الشديد بسبب الهجمات على بعثات دبلوماسية أمريكية في ليبيا ومصر، ووفاة موظف قنصلي أمريكي في بنغازي.
كما أعرب رومني عن أسفه لأن أول ردّ لإدارة أوباما كان التعاطف مع أولئك الذين شنّوا الهجمات، ولم يكن إدانة تلك الهجمات على البعثات الدبلوماسية.
هدوء في القاهرة
وخيم الهدوء على محيط السفارة الأمريكية بمنطقة جاردن سيتي في القاهرة مع الساعات الأولى من فجر الأربعاء، بعد ليلة عاصفة، احتجاجاً على عرض فيلم مسيء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، في الوقت خلفت عملية اقتحام القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية مقتل موظف أمريكي وجرح آخر يعملان بالقنصلية.
وفي التفاصيل، كثفت قوات الأمن من تواجدها بمحيط السفارة الأمريكية، حيث تم وضع 20 عربة أمن مركزي وأربع مدرعات وثلاث سيارات مصفحة، لحماية المكان. بينما يستعد عدد من الغاضبين للخروج في تظاهرات الأربعاء.
وقبل ذلك، أفاد موفد “العربية” إلى بنغازي الليبية بأن مواطناً أمريكياً قتل وجرح آخر في عملية استهداف مقر القنصلية الأمريكية ببنغازي، بقذائف “الآر بي جي” احتجاجاً على فيلم مسيء للرسول محمد (عليه الصلاة والسلاة).
ودانت الإدارة الأمريكية بشدة اقتحام قنصليتها في بنغازي الليبية.
وقال نائب وزير الداخلية الليبي يونس الشريف من جهته، لوكالة فرانس برس إن “موظفاً أمريكياً قتل وجرح آخر في يده. وتم إجلاء أعضاء الطاقم الآخرين وهم بصحة جيدة”.
وحسب المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية، عبدالمؤمن الحر، فإن صواريخ من نوع “آر.بي.جي” أطلقت على القنصلية من مزرعة قريبة.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا تعرض “ممثلية” بلادها لـ”هجوم من قبل مجموعة من المتظاهرين”، منددة بـ”أقسى العبارات هذا الهجوم”.
وكان مسلحون قد اقتحموا القنصلية الأمريكية ببنغازي، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، واستعملوا قذائف “آر بي جي” في العملية، احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد.
وجرت اشتباكات بين مسلحين من كتيبة 17 فبراير وكتيبة “أنصار الشريعة” في محيط القنصلية الأمريكية ببنغازي، حسب موفد “العربية”.
وأعلنت الخارجية الليبية أنها أجلت كل الموظفين بالقنصلية الأمريكية في بنغازي، وهم بصحة جيدة، كما دانت بشدة عملية اقتحام القنصلية.
“إخوان مصر” ينتقدون اقتحام السفارة الأمريكية
وفي أولى ردود الفعل من تنظيم الإخوان المسلمين بمصر، على اقتحام السفارة الأمريكية، انتقد أمين عام الجماعة، محمود حسين، المظاهرات أمام السفارة الأمريكية واعتبرها “مكيدة”، وقال إنه لا يجب التعدي على المنشآت.
ووصف الدكتور محمود حسين المظاهرات أمام السفارة الأمريكية، بأنها “مكيدة لما أقدم عليه بعض أقباط المهجر بإنتاج فيلم مسيء للرسول”. ونقلت وكالة أنباء “أونا” عن حسين تشديده على ضرورة أن تتسم المظاهرات بالطابع السلمي وعدم التعدي على السفارة الأمريكية أو أي منشأة أخرى، مشيراً إلى أن “أي تعد على منشأة أمريكية سيسيء لصورة مصر أمام العالم”.
وقبل ذلك، تسلق متظاهرون أسوار السفارة الأمريكية في القاهرة، مساء اليوم الثلاثاء، وأنزل بعضهم العلم الأمريكي خلال احتجاج على ما قالوا إنه فيلم ينتج في الولايات المتحدة يسيء إلى النبي محمد، وسط غياب للقوات الأمنية المصرية المكلفة بحماية السفارة.
وحاول المحتجون رفع راية سوداء محل العلم، واعتلى نحو 20 محتجاً السور الخارجي للسفارة التي تجمع حولها زهاء 2000 محتج، قبل أن يتمكن الجيش المصري من الانتشار حول السفارة الأمريكية، بمساندة تعزيزات من الداخلية لتأمينها بعد اقتحامها.
يُذكر أن تلك هي المرة الأولى التي يتمكن فيها محتجون من الصعود فوق سور السفارة الأمريكية، بعد نزع الأسوار الحديدية التي كانت تمنع المرور بالشوارع المحيطة بالسفارة.
وتمكّن بعض المتظاهرين الذين بلغ عددهم المئات وينتمي أغلبهم للتيار الإسلامي من الدخول داخل مبنى السفارة.
وتعالت هتافات المتظاهرين: “بالروح بالدم نفديك يا إسلام”، وقد نزعوا العلم الأمريكي وسط صيحات “الله أكبر”.
كما أرسلت أجهزة الأمن بالقاهرة تعزيزات أمنية مكثفة تضم سيارات أمن مركزي إلى محيط مبنى السفارة بعد أن نظم نحو 4 آلاف شخص من السلفيين والألتراس وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة، وذلك احتجاجاً على عرض الفيلم الأمريكي الذي يتضمن عبارات مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم).
استنكار السفارة الأمريكية
وكانت “الجبهة السلفية” دعت إلى تظاهرة كبيرة مساء الثلاثاء أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والذي تنتجه مجموعة من “أقباط المهجر” بالتعاون مع القس الأمريكي المتطرف تيري جونز.
وأكد د. خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة، في تصريح على صفحة الجبهة إن مسؤول الاتصال السياسي بالسفارة الأمريكية اتصل به، قائلاً “إن الحكومة الأمريكية ترفض أي إساءة لأي دين وبالذات الدين الإسلامي، وإن من فعلوا هذه الإساءات إنما يعبرون عن أنفسهم ولا يعبرون عن سياسة الدولة، ولكن القانون الأمريكي به باب يكفل لهم الحرية التعبير لذلك لا تستطيع الحكومة الأمريكية التطرق لهم أو معاقبتهم”.
وأرسلت السفارة الأمريكية بياناً إلى “الجبهة السلفية” أكدت فيه أن الولايات المتحدة في القاهرة تدين استمرار محاولات بعض الأفراد المُضَلَّلين لإيذاء مشاعر المسلمين الدينية، كما تدين محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان.
وكان ائتلاف “صوت الحكمة” وحزب النور والدعوة السلفية والتيار الإسلامي العام، قد أعلن في وقت سابق عن تظاهرة كبيرة مساء الثلاثاء أمام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، للتنديد بالفيلم المسيء للرسول محمد. وطالب المتظاهرون بمحاكمة القس المتطرف تيري جونز ووقف عرض الفيلم.