الخوف من الخوف يُدمر بقلم : فاطمة المزروعي
بعض التحذيرات من الآباء والأمهات لأطفالهم، تكون ضمن المبالغة في الحرص على سلامة طفلهم، هذه المبالغة قد تسبب جوانب سلبية كثيرة للطفل، منها الانطواء والعزلة وغيرها الكثير، من التحذيرات المنتشرة على نطاق واسع، هي بث حالة من الخوف في قلب الطفل الصغير، فالتحذيرات دائمة شديدة ومبالغ فيها، سواء أكان الموضوع يستدعي تلك التحذيرات المبالغ فيها أم لم يكن يستدعي إلا تنبيهاً بسيطاً، هذه المبالغات تتم لأن المخاوف لدى الأب أو الأم كبيرة، عندها يقررون أن يتعاملوا مع طفلهم بأن كل شيء ممنوع، وكل شيء يجب الحذر منه.
وكل شيء يجب أن يبتعد عنه. هذه الحماية المبالغ فيها تسبب جملة من العوارض التي تؤثر على نموه الصحي السليم، بل قد تجعل هذا الطفل في المستقبل متأخراً اجتماعياً. المشكلة الحقيقية أن يصبح الخوف هو العادة المستمرة والحالة التي يفكر بها الطفل منذ نعومة أظفاره حتى يكبر، لذا تصبح ملازمة له، فهو يتخوف ويتردد، ولا يكون مقداماً ولا عفوياً.
وهذه الحالة تسبب فقدانه للحركة والمسارعة نحو النجاحات ومواجهة التحديات، بل هذه المخاوف تبطئ من مسيرته وتعيق انطلاقته، وقد تمتد لتصل حتى في خياراته الحياتية عندما يتخوف من الالتحاق بجامعة ما لأن لديه مخاوف مسبقة من الفشل، هذه المخاوف المستمرة تجعل عملية المحاولة والتجربة والاندفاع أو محاولات التصميم والحماس، جميعها بلا طائل منها، فهو لن يقدم عليها. هنا تصح المقولة التي تنسب للرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت، التي قال فيها: ما يجب أن تخافه هو الخوف نفسه.
لكل أم وأب: الحرص على الطفل ونموه وتعليمه وحمايته، أمور جميلة وإيجابية، لكن المبالغة في المخاوف، تحوّل طفلكم لكيان من الضعف والوهن.