إذا كانت ظروف إنجاز المصالحة الوطنية غير ناضجةولن تنضج في المستقبل المنظور، وفق كل المعطيات المتوفرة وتقديرات الموقف سواء فيأو وسط حركة فتح أو داخل حماس، كذلك ما يتراكم من مؤشرات أو إضاءات تصاعد النزاعات الإنفصالية على جانبي الفرقاء، في ظل تزايد الدعوات السلبية نحو الذهاب إلىمديات أبعد في هذا الإتجاه، ولكل أسبابه ومبرراته التي يسوقها الترويج للفكرة الإنفصالية..
إن قطاع غزة والضفة الغربية حتى في إتفاق أوسلوسيئ الصيت تم الإعتراف بها كوحدة سياسية واحدة لا تنفصم عراها، فما بال البعض تأخذه العزة بالإثم ويذهب للمطالبة بالفصل التام بين الضفة والقطاع، غير أنالأسوء هو محاولة إلباس وتلبيس هذه الجريمة ثوباً وطنياً في الضفة يدغدغ مشاعرالبسطاء من الناحية الإقتصادية ويستغل سوء الأوضاع العامة للتنظير في خدمة جريمة الفصل والإنفصال، لا أقول ذلك من باب التعميم لكن هناك أصوات متصاعدة في هذاالإتجاه الكارثي … تحت شعار أن قطاع غزة يستنزف موازنة السلطة الفلسطينية دونمردودات مالية على صعيد جباية الضرائب وغيرها بكل ما يمثله ذلك من أعباء مالية وإقتصادية… غير أن التستر بالمعطيات الإقتصادية تُحركه دوافع ونزعات إقليمية ومناطقية تفوح منها روائح العنصرية النتنة أو تُخبئ خلفها السير في أجندات لاعلاقة لها بالوطنية الفلسطينية، مع أن القيادة الفلسطينية لا زالت تُصر وتتمسك في الإطارالعام بمسؤلياتها إتجاه القطاع، حتى وإن تم إختزالها في الكثير من الجوانب الحياتية، وبالمقابل فإن “حماس” مبكراً أخذت على عاتقها أن تُؤسس لكلعوامل الإنفصال والفصل الكامل بين غزة والضفة وشكل الإنقلاب الأسود و ما تلاه منتداعيات خطيرة، أرضية خصبة لبناء وإقامة مشيخة إمبراطورية يحكمها أمير المؤمنين على طريق دولة الخلافة المحمية بالنار والبسطار، رغم أنف كل من لا يسلم بمفاع يلسلطة الأمر الواقع الحمساوية المستندة على القمع والإرهاب، وأكثر من مرة …. وفىجهود لم تتوقف …سعت حماس ولازالت تسعى أمنيا وسياسيا وإقتصاديا لإحداث عمليةالفصل والإنطلاق للقفز على شرعية ووحدانية التمثيل الوطنى، بل على هذه الأرضيةتتعالى الأصوات داخل “حماس” منذ فترة طويلة للإعلان عن إقامة الدولةالفلسطينية في قطاع غزة … طبعا المقصود ” دولة حماس “، ، ، ،
لاشك أن الجميع بات على ثقة بأن حماس لا تُريدالمصالحة ولا تسعى إليها، بل أكثر من ذلك لا تدخر جهداً فى سبيل إختلاق المعيقاتوالصعاب التى تمنع تحقيقها، بخلاف حملات الدعاية الإعلامية الهادفة إلى ذر الرمادفى العيون وتضليل الرأي العام عند الحديث عن المصالحة الوطنية وأهمية إنجازها !!
إنهم ينظرون إلى قطاع غزة بإعتباره غنيمة لايجوز التفريط بها، أو السماح بالشراكة فيها بأي صورة كانت !!!، .. والإصرار علىإستثمار جريمة الإنقلاب على الشرعية الفلسطينية فى تحقيق أحلام إخوانية، خاصة بعدفوز جماعة الإخوان المسلمين (” الأم “) فى السيطرة على مقاليد الحكم والسلطة في مصر، لذلك فإن الأفكار والنوايا الإنفصالية تزداد إنتعاشاً عبر المطالبة بإقامة منطقة تجارية حرة مع مصر، والإنكفاء جنوباً بالتخلص من الإرتباط فىإقتصاديات الضفة الغربية تحت شعار الفكاك من عجلة الإقتصاد الإسرائيلى، بل ذهب التفكير والهواجس بقيادة حماس للسعى من أجل إستئجار مطار العريش ومينائها البحرى سواء عبر شركات أو شخوص محسوبين عليها يحملون جنسيات غير فلسطينية، بهدف خلق حالة من الإستقلال والإنفصال الإقتصادى، دون النظر لإعتبارات إعفاء إسرائيل من مسؤولياتها الإحتلالية الواردة في المواثيق والأعراف والإتفاقيات الدولية، إلى جانب الإنعكاسات الخطيرة لمثل هذه الإجرااتعلى مستقبل القضية الوطنية، وهو ما تنظر إليه إسرائيل بعين الرضى والتشجيع عل ىالمستوى الإستراتيجى كونه يتوافق مع مخططاتها الآنية والمستقبلية .
في قطاع غزة هناك إنفصاليون يمتلكون كل الإمكانيات المادية والجغرافيا والسلطة وقوة الإكراه الإرهابية لتحقيق إنفصالهم وتجسيده فيالواقع، أما في الضفة هناك إنفصاليون أفراد ومنهم قيادات لديهم الأمانى المكتومةالتى يكبح جماحها إلى حد ما فهم وطنى سائد يحد من دوائر توسعها لتظل إستثناء للقاعدة، فيما من يحمل لواء الإنفصال فى “حماس” مؤسسة القرار وتمثل القاعدة والمنهج والسلوك بقوة الأمر الواقع !!
ألا يعلم ويدرك هؤلاء الإنفصاليون هنا وهناك بأنهم يقومون بدور العملاء بالوكالة في خدمة المخططات الإسرائيلية الإحتلالية لشطب القضية الوطنية، وطمس الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال !!!، ، ، حتى لو رفعوا شعارات وطنية فإن ذلك لن يحلل إدعاءاتهم المسخ ودعاويهم الباطلة ؟؟؟