أمن المعلومات الطوق والنجاة بقلم : فاطمة المزروعي
بقدر الفائدة العظيمة التي منحتها لنا شبكة الإنترنت، وتسهيلها للحياة، وما تبعها من برامج وتطبيقات ومواقع، مثل مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف درجاتها وجماهيريتها، وأيضاً مثل القادم الجديد الذي كل يوم يتطور بشكل لافت وعظيم، وهي الهواتف الذكية، التي حولت الكثير من الأعمال لتدار من بين أصابع اليد الواحدة، وتطبيقاتها المذهلة المتزايدة التي أثرت المحتوى وقدمت خدمات كبيرة للبشرية بأسرها، ويقال إن القادم أكثر تطور.
أقول إنه رغم كل هذا الوهج، فإن هناك خصلة تفسد مثل هذا التقدم وتفسد متعة هذا المخترع، وهو استخدام هذه الوسائل بشكل غير قانوني، وأيضاً غير أخلاقي، وتحت هذه الكلمة تحديداً تضع آلاف الآلاف من الممارسات الخاطئة، التي تتم من قبل ضعاف النفوس، الذين يتواجدون في كل مجتمع، ومن الطبيعي انتقالهم وتواجدهم في العالم الافتراضي.
الذي يخشى منه، هو عدم قدرة برامج الحماية من اللحاق بكل هذا التطور التقني، صحيح أن الشركات الكبرى مثل غوغل، ومايكروسوفت وغيرها من كبرى شركات التقنية والإنترنت، تولي هذا الجانب عناية كبيرة، لكنه اهتمام محصور بمنتجها وخدماتها، وقس على هذا جميع الشركات الأخرى التي تقدم خدماتها للجمهور مثل البنوك والمصارف في مختلف أرجاء العالم تضع برامج حماية لحسابات العملاء، لكن الجانب المهمل هو أنت كمتصفح ومستخدم عابر يخوض في هذا العالم الافتراضي، حيث تكون صيداً سهلاً لضعاف النفوس، وهذا يحدث مراراً وتكراراً ونسمع بالقرصنة للحسابات والمواقع، وتضيع معها الكثير من الحقوق، فضلاً عن هذا هناك معاناة نفسية بالغة.
تحدثني صديقة أنها ومنذ بداية تدشين خدمة gmail عملت إيميلاً لها، وكان مميزاً، تقول إنه تم سرقته، صحيح أنها لم توثق حسابها، ولكن أتحدث من ناحية المبدأ، من ناحية الفكرة نفسها، فكرة أنك قد تتعرض للتهديد، وقد يتم اختراق كمبيوترك، والحصول على صورك وخصوصياتك، مثل ما أبلغتني به صديقة أخرى، بأنه حدث أن سيطر أحدهم على كمبيوترها، وتمكن من تشغيل الكاميرا دون أن تعلم، وهناك الكثير من القصص في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك والإنستغرام، وغيرها، حيث نتعرض فيها للشتم ولكلمات نابية من آخرين دون ذنب أو جريرة أو سبب، سوى أننا لا نعجبهم أو نختلف معهم.
فعلا شبكة الإنترنت، تعكس لك واقع الحياة الحقيقية، لأن روحها هم البشر أنفسهم.. أمام كل هذا، حصن نفسك، وزد ثقافتك في مجال أمن المعلومات، التقنيات باتت جزءاً بل أساساً في حياتنا، ومعها لا بد أن تزيد خبراتنا ومعارفنا بها، إذا أردنا أن نتجنب الألم والحسرة والغضب، والتساؤل، لماذا؟