مسيرة الأعلام .. مسيرة استيطانية استفزازية بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
مسيرة الأعلام” التي يعتزم قطعان المستوطنين المتطرفين إقامتها اليوم الثلاثاء في أحياء القدس المحتلة ، تعطي مؤشرات لتجدد حالة الغضب والاستفزاز لدى عموم الفلسطينيين أينما وجدوا، ناهيك عن الاستفزازات اليومية المتلاحقة التي تقوم بها قوات الاحتلال من اعتقالات ومطاردة وتشريد وتهجير للمقدسين خصوصاً في حي الشيخ جراح.
مسيرة الأعلام الاستيطانية التي ستكون تحت حماية شرطة الاحتلال ستولد شرارة الغضب الفلسطيني من جديد ، وسوف تفتح بوابة المواجهة التي يتعمد الاحتلال جر الفلسطينيين إليها ، في ظل رفض وتعنت الاحتلال لفتح الافاق لأي حلول عربية ودولية تساعد من نزع فتيل المواجهة القادم ، في حال حدوث تطورات ومستجدات استفزازية لشعور الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين على حد سواء لما تتعرض له القدس المحتلة والأماكن الدينية المقدسة.
يدرك الاحتلال وحكوماته المتعاقبة خطورة الموقف بالاقتراب من الخط الأحمر الذي يتمثل في الاساءة للمقدسات الدينية ، ولكن يصر هذا المحتل الغاشم على الغباء والاستهتار والاستعلاء بكل القيم الانسانية الدينية والوطنية للفلسطينيين وللأمة العربية على حد سواء.
مسيرة الأعلام الاستيطانية المدعومة قلباً وقالباً من حكومة الاحتلال وقواتها، لن يحمد عقباها ، ولن تكون بالأمر اليسيرعلى عموم الإسرائيليين أولاً ، الذين يدركون جيداً افتعال مواجهة جديدة مع الفلسطينيين بعد جولة الحرب الأخيرة على غزة ، رغم أن الفلسطينيين مطردين ومكرهين أن يدفعوا ثمناً جديداً قد يكون باهضاً وأكثر تكلفة من ضريبة الحرب الأخيرة، التي لقنت المحتل دروساً وعبر كانت غائبة عنه عقله الأرعن.
اذن ،،، وضمن المعطيات ومجريات الأحداث لن يكون اليوم الثلاثاء كغيره من الأيام، في ظل تأييد حكومة الاحتلال وتصميم قطعان المستوطنين على إحياء مسيرة الأعلام، التي سوف تقتحم وتدنس الأماكن الدينية في مشهد استفزازي واضح وصريح على الغطرسة والاستقواء وعدم الاذعان لخطورة الموقف مما ينذر أن الاحتلال يسعى إلى رفع وتيرة التصعيد حتى لو كلفه ذلك الدخول في مواجهة وحرب جديدة هو يريدها مع الفلسطينيين ، رغم معرفة العالم بأسره واقتناعه التام أن الاحتلال هو من يقوم ويبادر على الدوام في افتعال الأزمات والاحتكاكات والمواجهات مع الفلسطينيين.
تحديات ومواجهات لن تكون بالأمر السهل واليسير إذ بقي الاحتلال وقطعان مستوطنيه عازمين على احياء مسيرة الأعلام ، وستكون لها ما لها وبعدها مع بعدها في تالي الأيام ، لأن الفلسطينيين لم يعد في جعبتهم ما يخشوه من الخسارة في مواجهة جديدة، أما الاحتلال فلديه الكثير يخاف عليه ويخشى من خسرانه ، الذي على رأسه الرأي العام الداخلي للمجتمع الاسرائيلي ، الذي عرف معنى الحرب وجرب طعمها وذاق مرارتها.