تيار الاصلاح ولقاء القاهرة.. أهمية الحضور لإستعادة الوحدة من الجذور بقلم : ثائر نوفل ابو عطيوي
عطفا على مقالنا الذي تم نشره بعنوان : “مصير الانتخابات في ظل لقاء الفصائل الفلسطينية بالقاهرة” ، كان لزاما علينا اكمال الشطر الثاني من بيت القصيد الوطني في اطار استعداد الفصائل بالتأهب للانطلاق للقاهرة في دعوة كريمة منها لرأب الصدع والعمل ضمن جهود مستمرة لجولة أخرى من اللقاءات لإزالة الحواجز التي تعرقل اتمام المصالحة وانهاء الانقسام ، وفق ما تم تداوله اخباريا أن القاهرة ستدعم تشكيل قيادة فلسطينية موحدة توافقية من الفصائل لكي تقود المرحلة السياسية المقبلة، والذي يعد خطوة مشكورة وجهود مباركة من جمهورية مصر العربية.
الفصائل والأحزاب الفلسطينية التي ستشارك في لقاء القاهرة ذات العدد الذي لا بأس من الفصائل والأحزاب ، اضافة إلى عدد شخوصها ومسؤوليها ، الذي يعطي زخما وضحا في محتوى ومضمون لقاء القاهرة التي رتبت له الجهات المسؤولة المصرية ، في نظرة شمولية موضوعية هادفة منها ، من اجل لم شمل الجميع من الفصائل والشخصيات رغم العدد المهول ، ورغم قوة تأثيرها من عدمه في الواقع الفلسطيني، ولكن تبق مصر أم الدنيا والحاضنة الوطنية و العربية للجميع ، وتبقى مصر جمل المحامل كما عهدناها من اجل اذابة الخلافات على طريق حل الشقاق والنزاعات بهدف انهاء الانقسام واتمام المصالحة لاستعادة اللحمة الوطنية لمكانها السياسي ، ضمن بوصلة الهدف للقاهرة تفعيل القضية الفلسطينية واستنهاضها في اطار كل ما يزيد من اسهمها امام الإقليم والعالم واعادتها لصدارة المشهد من جديد بعد غياب مديد …
في هذا المقام لعله بات من الضروري ايضاح الصورة الكاملة للمشهد الفلسطيني من كافة جوانبه، الذي لا يغيب عن أعين الشارع الفلسطيني ومرأى العاصمة القاهرة والاقليم العربي ، أن هناك اصبح على ارض الواقع حالة سياسية وطنية عنوانها ” تيار الاصلاح الديمقراطي” الذي يقوده القائد الوطني ” محمد دحلان” وهو التيار الذي يعمل على ارض الواقع منذ عدة سنوات ، وكان ومازال لتيار الاصلاح الفعاليات والإنجازات وتقديم المساعدات والخدمات الملموسة والملحوظة من الجميع تجاه خدمة أبناء شعبنا والوقوف بجانبه في ظل تخلي المؤسسة الرسمية وغياب بعض الفصائل والأحزاب دورها بالوقوف بجانب شعبنا ودعمه ومساندته في ظل حصار الاحتلال من جهة وفي ظل العقوبات التي مازالت تفرضها السلطة الفلسطينية وخصوصا على اهلنا الصامدين الصابرين صبر الانبياء في قطاع غزة.
دعوة الكم الهائل من الفصائل والأحزاب التي نحترم ونقدر للقاء ذات الجهود الطيبة والمباركة من جمهورية مصر العربية بكل تأكيد ، بات من الضروري ومن المعنيين وخصوصا من الأشقاء المصريين الأعزاء على قلوبنا جميعا وعلى قلب كل فلسطيني حر أن يتطلعوا للمشهد بكامل جوانبه ومشتقاته ، من خلال عدم استثناء تيار الاصلاح الديمقراطي من هذه اللقاءات رغم حجم الاختلاف التنظيمي لتيار الاصلاح مع اللجنة المركزية لحركة فتح ومن يرأسها ، والذي سعى تيار الاصلاح من خلال الشقيقة مصر والاشقاء العرب لوحدة الصف الفتحاوي الذي قوبل ومازال يقابل بالرفض من الرئيس محمود عباس وبعض اعضاء لجنته المركزية لأسباب شخصية ليس لها علاقه بالحالة التنظيمية او مضمون الواقع السياسي.
اليوم تيار الاصلاحي الديمقراطي له المكان والحضور في الواقع الفلسطيني وله الشان والقيمة والكم الكبير من الجماهير والأنصار والاصدقاء والمؤيدين، الذي يعطى مؤشرات ذات ابعاد واضحة وموضوعية وبحيادية ، أن تيار الاصلاح يمتلك المساحة البشرية التي تفوق العديد من الفصائل والأحزاب الفلسطينية التي ستشارك في لقاءات القاهرة ، والذي لا بد هنا أن ينظر لهذا الكم البشري من المأطرين في تيار الاصلاح بعين الاهمية والاعتبار ، نظرا للحجم والثقل في احداث ايجابية التغيير والتأثير السلمي الوطني في الواقع السياسي ، فلهذا من الطبيعي أن يكون لتيار الاصلاح التمثيل والحضور في اي لقاءات تستهدف استنهاض الواقع الفلسطيني ، بعيدا انه تيار داخل حركة ، والحركة هنا ممثلة في لقاءات القاهرة ، وهنا من اجل وضع النقاط السياسية في الحروف الوطنية.
تيار الاصلاح هو الجزء الأصيل والمكون الوطني والنضالي في حركة فتح ، ولكن اليوم هناك من يتربع على عرش فتح عنوة وقوة يأبى المصالحة الداخلية الفتحاوية ولم الشمل ، وان هناك من جهة أخرى تيار إصلاحي بالحركة له ثقله ووزنه على مستوى الشارع الفلسطيني يستحق المكانة والحضور في اي اجتماع او لقاء يتعلق في الشان الفلسطيني ، بعيدا عن المسميات والعناويين الفصائلية للأحزاب ، فلهذا لابد أن يكون للقاعدة استثناء في النظر لتيار الاصلاح بعين الاهمية والاعتبار ، وأن يكون حاضرا نظرا لتمثيله شريحة وفئة شعبية جماهيرية لا يستهان بها في الشارع الفلسطيني ، من اجل أن يكون الشمل الفلسطيني إلتئم وإلتم كاملا متكاملا ، على طريق الانجازات وتحقيق التطلعات والامنيات لكل الفلسطينيين دون استثناء ، وهنا في هذا الاطار بكل تجرد وموضوعية تيار الاصلاح قادر ويستطيع.