لصيانة المعرفة.. القراءة الآن أهم! بقلم : سحر الزارعي
أكثر من 800 عارض «حضورياً وافتراضياً» من أكثر من 46 دولة من حول العالم، شاركوا في الدورة الـ30 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي شعرنا من خلاله بقيمة عطشنا القرائيّ وجوعنا المعرفيّ المتفاقم خلال تحديات الجائحة. ومن دواعي الفخر والسعادة أن تتولى «موزة الشامسي» المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، منصب مديرة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لتكون بذلك أول امرأة تدير معرضاً دولياً للكتاب في المنطقة.
سعدتُ كثيراً باحترافية الإجراءات الاحترازية وانسيابيتها وفاعليتها في جعل التجربة ممتعة وآمنة وسهلة لكل من اشتاقوا لرائحة الكتب وبريق العناوين وجديد الإصدارات من جميع أصقاع الأرض. كما أسعدني إطلاق مركز الشباب العربي لكتاب «مدونات الشباب العربي» الذي يوثق التجارب والمحطات الأساسية في حياة الشباب الشخصية والأكاديمية والمهنية خلال جائحة كورونا، مركز الشباب العربي مع بدء الجائحة دعا الشباب من مختلف أرجاء العالم العربي لتدوين أفكارهم وتجاربهم ويومياتهم في منازلهم ومع أسرهم ومحيطهم أثناء فترة التعايش مع الإجراءات الاحترازية والوقائية والصحية التي رافق تفشي الوباء عالمياً، وشكَّلت مدونات الشباب العربي التي جمعها الكتاب وأصدرها مركز الشباب العربي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بنسختين ورقية ورقمية متنفساً للشباب والشابات في العالم العربي وسجلاً ليومياتهم ومبادراتهم الإيجابية لمساعدة محيطهم ومجتمعاتهم على تخطي الآثار السلبية للجائحة، إلى جانب عددٍ من القصص المؤثرة والتجارب الملهمة التي تعرضها مدونات الشباب، ومن أهم ما قدَّمه الكتاب، هو مجموعة من الحلول المبتكرة التي اقترحها الشباب في مواجهة الأزمة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية على المجتمعات التي يعيشون فيها.
الحدث في حد ذاته كان أداة انتعاش فكريّ وثقافيّ وأدبيّ كنا في أمس الحاجة لها، ويسعدني أن ألفت نظر الجميع إلى أن القراءة في هذه الفترة وهذه الظروف أهم وأوجب من أي فترةٍ مضت.. فما حصل في العامين الماضيين مختلفاً شكلاً وموضوعاً عن تجاربنا الحياتية كلها! يجب أن نهتم بصيانة منظومة المعرفة والاطلاع والفهم بشكل أكبر! علينا أن نقرأ أكثر لنفهم أكثر.. ولتتضح لنا صورة الحاضر والمستقبل أكثر!