بكيتُ على حبيبي إذ ْ رَآني
ووجْهِي شاحِـبٌ من سُوءِ حَالي
فلا قولُُ ُ على شفتيَّ عذ ْبُ ُ
يداعِـبُهُ فصُُُولا ً من خـَبَالي
ولا أنفاسيَ العَطـْرَى حقولٌ
تراودُهُ شعاعاً من دلالي
على خدّيـْهِ كمْ سَيـَّرتُ كـَفـّي
عسى يَهفو إلى شدِّ الرِّحالِ
وفي عيْنيْهِ كمْ يمّمْتُ طرْفِي
فهل يقوَى على ردّ النبالِِ
سقـيـْتـُهُ من رُضَابي طعْمَ كَأسِي
وزدْتــُهُ من شِفاهِي ما بدَا لِي
وهبْـتــُكَ يا حبيبي دِفـْءَ صدْرِي
ألاَ أُفٍّ على باقي الرِّجالِ
ففي نظراتيَ الولـْهى قـُطوفٌ
وخمْري كمْ حَـسَـوْتَـَهُ في ابتهالِ
وإني قد جعلتـُكَ قبْرَ عُمْري
فلا تخشى عَليّ من الزِّلالِ
أنا الحسناءُ لن يشْـقيكَ قرْبي
أضِفْ للحسْنِِ من شتـّى الخِصَالِ
أنا الزّهْراءُ في طهْرِي وحبي
وهل كان النساء على مِثالي
إذا ما الدهرُ أخْناكَ بسُوءٍ
فقمْ للتوِّ واكرعْ من جَمَالِي
فهلْ تجْديكَ أوصَافُ النـّطاسي
إذا لم يـُجْدِ من كرْمي حَلالِي
ولكن بالحَـرَامِ يمينَ صِدْقٍ
إذا أنـْقصْتَ من شيءٍ حيالي
جعلـْتـُكَ كالطريدِ عديمَ وجهٍ
تخبِّؤهُ اضطِرَاراً في الرّمَالِ
ودُسْتُ على هوَاكَ فلا ترَانِي
كما شَهـِدَتْ على خُلـُقي خِلالي
لِتعلمَ من مَـتِين الوعْدِ صدْقي
وعيداً لن يُكذِبَهُ مقالي
فهيّا نرتضيهَا حياةَ وِدٍّ
ونربو إنْ أردْتَ عن النزالِ
ونمضي كالفلول لنا اتفاق
ونشدو كالصباح على تِلالِ
وأنّ الحُرَّ ما راعى عُهـُوداً
ولكنْ إنْ خذلـْـتهُ لا يبَالي
فوزية علالو