قرار التأجيل و الخيارات المفتوحة بقلم : توفيق أبو خوصة
الرئيس أبو مازن أخذ قراره بتأجيل الانتخابات الفلسطينية و سلم مفاتيح صناديق الإقتراع في يد نتنياهو و اليمين الإسرائيلي ،،، لم يلتفت للإرادة الشعبية و صوت الشارع الفلسطيني المتلهف للتغيير و بناء أمل جديد ،،، وذهب بعيدا في حساباته و مبرراته و ذرائع التأجيل التي يعرف أصغر طفل فلسطيني أنها فقط لذر الرماد في العيون ،،،وهذا لم ولن ينجح في التغطية على الأسباب الحقيقية للتأجيل ،،، صحيح أن القرار كشف ظهره المكشوف أصلا أكثر و أكثر ،،، و إذا كان الرئيس يعمل بمنطق زوج إبنك لبنتك و الفضيحة أسبوع فهو مخطىء ،،، و إذا كان يعتقد أن شعبنا سوف يراوح في دائرة ردود الفعل اللحظية هذه المرة فهو مخطىء ،،، فعلا هذه المرة غير ،،، إذ ليس قدرا أن يحكمنا و يتحكم في قرارنا الوطنية شلة من الأرزقية و المنتفعين ،،، بالإضافة إلى عدة شخوص لا يمتلكون أي شرعية جماهيرية وهم ليس أكثر من بقايا حالات كانت ثورية وقاربت على الإندثار في الوعي الوطني أو الشارع الفلسطيني ،،، يستند إليهم الرئيس في قراراته وهو يدرك أن مفاتيح وجودهم في جيبه ،،، وهم يدركون أكثر أنهم لو دخلوا أي عملية إنتخابية في الشارع الفلسطيني سوف يتحولون إلى أصفار تختفي عن المشهد فور فتح صناديق الإقتراع ،،، بل إن بعض هذه الحالات الكرتونية لم تجرؤ على تشكيل قائمة إنتخابية لإنها تعرف حجمها الصفري جماهيريا .
إن حالة الغليان الممزوجة بمشاعر الإحباط و الإستياء وبروز محركات جماهيرية جديدة على الساحة السياسية لن تتوقف عند حد الإنتظار و التحول إلى كيس ملاكمة أمام الرئيس و الجماعة المتنفذة في رام الله التي تحمي مصالحها على حساب مصالح الشعب الفلسطيني ،،، وبات الكل يدرك أن التستر وراء شعار لا انتخابات بدون القدس ليس أكثر من نكتة سمجة ،،، لأن انتخابات مفاتيحها مرتهنة برخصة حصرية في يد نتنياهو و عصابة اليمين الإسرائيلي تصبح ضربا من الخيال و لن ترى النور ،،، الانتخابات في القدس كان الأوجب و الأكثر وجوبا إن تتحول إلى معركة و حالة من الإشتباك النضالي جماهيريا و سياسيا و يتم فرض إحداثياتها في الميدان وهي رابحة سلفا لتضاف إلى سجل التحديات الناجزة في معارك البوابات ،،،
لذلك فإن قرار التأجيل الذي تم تقديمه كهدية مجانية لإسرائيل بغض النظر عن مبرراته ،،، قطعا له ما بعده من تداعيات مفتوحة على كل الخيارات ،،، إذ من غير المعقول بعد 14 عام من إختطاف المشروع الوطني على يد هذه الجهة أو تلك و تغييب الإرادة الشعبية الفلسطينية قسرا و قهرا أن يستمر الأمر على هذا المنوال بل يجب طرق كل الإبواب من أجل إحداث التغيير المنشود الذي يعيد البوصلة إلى شمالها الطبيعي ،،، فلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية .