الصفعة تسبب انهياراً ، بقلم : فاطمة المزروعي
البعض من الآباء والأمهات، يعتبرون القسوة على أطفالهم جزءاً هاماً من تربيتهم وتعليمهم، وهم لا ينظرون لأساليب تربوية صحيحة وقويمة مثل التفاهم ومخاطبة عقل الطفل واستخدام طرق عقابية تصون كرامة وإنسانية الطفل.. ويثبت العلم والدراسات الحديثة يوماً وراء يوم أن العقاب الجسدي للطفل فيه تحطيم لتفكيره ومواهبه وقدراته، قرأت قبل بضعة أيام دراسة علمية حديثة حول هذا الموضوع، جاء فيها التحذير من صفع وضرب الآباء لأطفالهم، لأن هذا يمكن أن يؤثر على نمو أدمغتهم ويؤثر على استجاباتهم العصبية لما يحدث حولهم.
هذه الدراسة نشرها فريق بحثي من جامعة هارفارد الأمريكية، تم خلالها قياس آثار الضرب والعقاب البدني، على أدمغة 147 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً. فمن خلال تصوير أدمغة الأطفال باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أثناء مشاهدتهم لشاشة كومبيوتر تعرض صوراً مختلفة لممثلين بتعبيرات وجه مخيفة وآخرين بتعبيرات محايدة. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب كانت لديهم استجابة عصبية أكبر، وأن هذه الاستجابات قد تؤثر مستقبلاً على قدرتهم على صنع القرار ومعالجة المواقف. رئيسة الفريق العلمي قالت: “نحن نعلم أن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني من أسرهم هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب ومشاكل السلوك ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، لكن الكثير من الناس لا يفكرون في الضرب كشكل من أشكال العنف، وفي هذه الدراسة، أردنا فحص ما إذا كان تأثير الصفع على أدمغة الأطفال واستجاباتهم العصبية قريباً من التأثير الذي يتركه العنف الشديد الذي قد يتعرضون له خارج المنزل. وقد وجدنا أن التأثيرين متشابهان بشكل كبير”.
والآن واضح أن صفعة واحدة على خد أو رأس طفلك قد يكون ضررها جسيماً وبليغاً حتى على مستقبله، فهل طفلك يستحق هذه المعاملة، هي دعوة لكل أب وأم بتجنب العقاب البدني واستبداله بالعقوبات الحرمانية، للطفل. بمعنى منعه من ممارسة لعبة ما لوقت محدد، أو وقف مصروفه لبعض الوقت ونحوها.