حمى الانتخابات إلى أين بقلم : سناء زكارنة
لا يخفى على أحد منا تاريخ الموعد الانتخابي الذي حدد من قبل الرئيس محمود عباس ، وبدأت الخلايا بالعمل على امتداد الوطن ما بين تنظيمات وجهات مستقله وأخرى حقوقية لتشكيل قوائمها ، والبحث عن شخوص يتمتعون بمصداقية عاليه في مجتمعنا الفلسطيني ، وكانت جميع التنظيمات تتسابق في رؤيا جديدة وطرح مسميات غير مسبوقة في مجتمعنا بعضها نجح في تلك المهمة بنسبة ضئيلة جدا وآخرون ناقضوا قراراتهم وأعادوا تسميات بعض لشخوص لربما الشارع لا يثق بالكثير منهم وهنا نتساءل بعمق ما الذي أدى لأفراز ٣٦قائمة انتخابية لخوض سباق التشريعي .
فقدان الثقة بالتنظيمات الموجودة على الساحة الفلسطينية ، حيث يعلم الجميع أن تلك التنظيمات أفرزتها مرحلة سياسية للدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال وتعزيز الصمود وحينما حل شبح الاتفاقيات مع الاحتلال وأصبحت فكرة المقاومة مستبعدة أو ضعيفة نوعا وبعيدة كل البعد عن اجنداتهم هنا سقط اسباب وجودهم المتمثل بشخوص البعض منهم
التنظيمات الان تبحث عن مكاسب حكومية وحقائب وزارية لتكون ضمن الطبقة الحاكمة والمتحكمة في المجتمع لصالح عائلي وحزبي في مجملها.
غياب العدالة المجتمعية وبات العنصر الصغير بأي تنظيم ليس له قيمة وانما المكاسب تكون للقيادات وعوائلهم ومن يهتفون لهم بغض النظر عن ماهية عملهم صوابه وخطأه
الجيل الجديد بات يدرك أن أكذوبة الشعارات التي تزيين بها التنظيمات ماهي الا مجرد شعارات مفرغة المحتوى سقطت مع وجود أناس يقفزون بالهواء عن القضايا الوطنية والتي تكون على المحك
وصلنا إلى مرحلة إفراغ وطني وسياسي واللاعبين الاساسيه منذ اوسلو ولغاية الآن هم أنفسهم ولا تغيير باي منظومه ولا أمل بهم لا اليوم ولا لبعد غد والأصل حينما نفشل بلعبة سياسية علينا أن نغير اللاعبين فلربما نحصل على مواهب سياسية وفكرية بالجديد
لا أحد منا ينكر أن فتح هي حاملة الثورة الفلسطينية وهي الفكرة والام وتراب الأرض وأن محاولة تمزيقها ماهي الا لعبة دولية للاستفراد بباقي التنظيمات والقضاء عليهن كلن على حدا.
لن تتعافي القضية مالم تجتمع فتح بقيادتها وعناصرها وبكلمة البيت الفتحاوي والمصالحة بين القيادات لإفراز قيادة وطنية جديدة باستراتيجية تعزيز الصمود وبناء المجتمع مبتدئة بالفرد ، والاهتمام بالشباب والتعليم الجامعي والمشاريع الاقتصادية ووقف الهجرة المضادة للشباب وتعزيز القطاع الصحي
بناء المجتمع الاقتصادي والإنسان هي أولوية لرص الصفوف وبناء نسيج مجتمع قوي قادر على مواجهة المؤسسة الصهيونية فلا يمكن أن تقابل هذا الاحتلال الشرس الا بقيادة متماسكة قوية البنيان موحدة الصفوف ، وانسان لايفكر بكيفية الحصول على لقمة العيش لانها أساسية وواجب على الحكومة إيجادها له.
ما يؤسفنا حقا وأنني متابعة جيدة لاخبار الكتل والانتخابات وقرأت بعض من الطعونات الموجهة لبعض الشخصيات جلها مؤلمة وكأننا نقرأ بسيرة ذاتية لبعض رجال المافيا وهنا أقول :من أفرز قيادات ليست وطنية ويحمل لها التسحيج والنفاق عليه أن يتوقف ، بات الان على الجميع أخذ دوره ومحاربة الفساد ونبذه ، والإصلاح لايكون الا من المجتمع نفسه ونحن على أبواب الانتخابات والصندوق سيد الموقف ،فعلى المجتمع جميعه أن ينخرط بهذه العملية مدافعا عن حقة وعائلته في العيش الكريم ، وبات الواجب الوطني والديني والأخلاقي يحتم عليه ذلك الواجب ،فوطننا يستحق وهذا الجيل به من الخير الكثير بإيمانه القوي بأحقيته أن يقود المستقبل.