شفا – أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار، اليوم ، أن إجراء الانتخابات المحلية يكتسب أهمية استثنائية، رغم كون هذه الهيئات ذات طابع خدماتي .
جاءت تأكيدات جرار هذه في المهرجان الذي أقامته الجبهة الشعبية لإحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد أمينها العام السابق أبو علي مصطفى الذي اغتالته طائرات حربية إسرائيلية في العام 2001، وأقيم المهرجان على ميدان الشهيد ياسر عرفات، وسبق مسيرة جماهيرية انطلقت من أمام النادي الأرثوذكسي العربي برام الله.
وأكدت جرار على ضرورة أن تجري هذه الانتخابات لتكون رسالة للعالم وللاحتلال بأن الشعب الفلسطيني قادر على ممارسة ديمقراطيته حتى وهو تحت الاحتلال.
ودعت جرار إلى ضرورة أن تجري الانتخابات في إطار قوائم مختلفة، عوضاً عن نظام “كوتات التوافق”، لمنح الجمهور حقه في اختيار أفضل المرشحين، مشددة على أن هذه الانتخابات بمثابة فرصة لبلورة تيار ديمقراطي يعط مساحة واسعة للمرأة والشباب.
وحثت جرار كافة القوى على رفع نسبة مشاركة المرأة بما لا يقل عن 30%، إلى جانب الحرص على أعلى نسبة تمثيل للشباب.
وتطرقت جرار في حديثها إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني، وبينت أن الهجمة التي يتعرض الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين، تستدعي إجراء مراجعة سريعة لنهج المفاوضات، والعمل على إنهاء الانقسام، واعتماد برنامج وطني يقوم على إعادة الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية.
واقترحت جرار أن يسهم البرنامج المقترح في تعزيز صمود المواطنين، والحد من المعاناة الاقتصادية لشتى الفئات، وبما يتضمن تشكيل لجان مقاومة شعبية لمواجهة إجراءات الاحتلال والمستوطنين.
واعتبرت جرار أن عظمة القائد الخالد أبو علي مصطفى، تبقي ظلاله تخيم على كل المناضلين، وتلهم روحاً ثورية في زمن التراجع والتخاذل.
وأضافت جرار: تمر علينا ذكرى رحيل أبو علي مصطفى، وساحتنا الفلسطينية تحت وطأة الانقسام وتوسع الاستيطان، بينما نحن في أمس الحاجة إلى خطوات ملموسة تعطي لشعبنا وميضا من الأمل في مواجهة الاحتلال وإجراءاته.
بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم أن الشهيد أبو علي مصطفى كان نموذجاً للقائد الوحدوي، مؤكداً أنه رحل جراء جريمة شنعاء ارتكبها العدو الصهيوني، لتضاف إلى سلسلة جرائمه منذ بداية غزوه لهذه الأرض.
وقال عبد الكريم في كلمة باسم القوى الوطنية: كان الشهيد أبو علي مصطفى حريصاً على صون الثوابت الوطنية، متمسكاً بمبادئه وسياسة حزبه، لكنه كان دوماً منفتحاً على الكل الوطني، ومستعداً دوماً للحوار والأخذ والرد، والتأكيد على محاولة البحث عن القواسم المشتركة.
وأكد عبد الكريم: كان أبو علي مصطفى رجل الحفاظ على المبادئ والثوابت من جهة، وصون الوحدة الوطنية من جهة ثانية، والتي لم يكن لها معنى ما لم تقم على أساس مبني على البرنامج السياسي الواضح، الذي يتجه نحو نيل الحقوق الوطنية.
وأضاف: بالنسبة لأبو علي مصطفى كان البرنامج السياسي الصحيح لا يمكن أن يستقيم وينتصر إلا على قاعدة الوحدة الوطنية، ونحن نحيي اليوم ذكرى استشهاده فإننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى استلهام هذا الدرس.
ولفت عبد الكريم إلى الآثار المدمرة لاستمرار الانقسام السياسي بين شقي الوطن، وشدد على أنه ألحق أفدح الضرر بالقضية الوطنية، وأنه زاد في الاختلال الواضح في موازين القوى في غير صالح الشعب الفلسطيني وقضيته.
ودعا عبد الكريم إلى ضرورة استلهام النهج الذي رسخه الشهيد أبو علي مصطفى في معالجة قضية الانقسام، الذي يمثل دماراً للجميع وللقضية الوطنية، مشدداً على تشبث الشعب الفلسطيني بحقوقه، ومواصلة نضاله حتى إنجاز تطلعاته في الحرية والاستقلال والعودة.
وسبق المهرجان مسيرة انطلقت من أمام نادي أرثوكسي رام الله، وجابت المسيرة الشوارع الرئيسية في المدينة، وصولاً إلى ميدان الرئيس الشهيد ياسر عرفات، حيث مكان المهرجان.
ورفع المشاركون في المسيرة، والذين قارب عددههم 500 شخص، الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية، وصور الأمناء العامين الثلاثة التي توالوا على الأمانة العامة، وهم المؤسس وحكيم الثورة الدكتور جورج حبش، والشهيد أبو علي مصطفى، والأمين العام الحالي وعضو المجلس التشريعي المعتقل في سجون الاحتلال أحمد سعدات.
وردد المشاركون في المسيرة الهتافات التي استذكرت بطولات الجبهة الشعبية في خطف الطائرات وقتل الوزراء وفي الكفاح الفلسطيني المسلح في الوطن والشتات، وطالبوا بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.