10:09 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

غسان جاد الله : الشعب لن يقبل ببقاء رئيس واحد مدى الحياة.. وقطاع غزة هو المستهدف من “إقصاء دحلان”

شفا – قال القيادي البارز في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، غسان جاد الله “ابو باسل”، “انتابتني لحظة وصولي إلى أرض الوطن في قطاع غزة بعد 14 عاما من الغياب، مشاعر غريبة اختلطت بين الصعوبة والسعادة، لكن سرعان ما تلاشت هذه المشاعر عندما تجولت في المدينة الجميلة التي لا تزال تحتاج الكثير والكثير من أجل النهوض بها واستعادة رونقها”.


وأضاف خلال لقاء خاص على قناة الكوفية، أن مستقبل غزة الأرض والناس والوطن هو ما يشغلني ويشغل قادة تيار الإصلاح الديمقراطي، فنحن في التيار وفي كل الفصائل مطالبون بالنظر إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الماضي، من أجل استعادة الوطن.


وتابع، نحتاج إلى ترميم جروح الماضي، والوصول بالجميع إلى قناعات ثابتة أهمها الاتحاد وإرساء مبدأ الوحدة الوطنية لأن أي فصيل لن يستطيع بمفرده إعادة القضية إلى مكانتها، لكن بالتعاون والمصالحة وانفتاح الكل على الاخر سنصل إلى غاياتنا، لا سيما وأن مساحة الخلاف بين كل الفصائل ضيقة جدا وتكاد تكون معدومة، فلسطين تجمع الكل.


ودعا إلى توحيد الصف الوطني، حتى نستطيع أن نطلب من الآخر الوقوف إلى جوارنا، متسائلا: كيف يتضامن معنا الآخرون بينما نحن مختلفون فيما بيننا، مشيرًا إلى أن حركة فتح التي كانت عنوانا لتجميع الكل الفلسطيني تحولت خلال الأعوام الأخيرة إلى حركة الشخص الواحد المتفرد بكل القرارات، ونحن كتيار وقفنا إلى جانب القائد محمد دحلان بعد ما تعرض له من افتراء من قِبل الرئيس عباس.


وأوضح، أن استهداف الرئيس عباس للقائد محمد دحلان، لم يكن مقصودا به شخص “أبو فادي” بل كان المقصود قطاع غزة بشكل كامل، ولو كانت المشكلة مع دحلان بذاته لانتهت بمزيد من الاهتمام بالقطاع، لكننا وقفنا مع دحلان في مواجهة الإقصاء والتفرد.


وتابع، أن السلطة الفلسطينية لا تمن على القطاع ببعض الخدمات التي تقدمها، بل إنها تنفق من أموال الضرائب التي هي موجهة بالأساس إلى كل الأراضي الفلسطينية والسلطة مطالبة أصلا بتوزيع عادل لهذه الأموال.
وتحدث القيادي في تيار الإصلاح عن اختلاف الوضع اليوم عنه في 2006، مشيرًا إلى أن تيار الإصلاح دعا في 2006 إلى تنحية الخلافات جانبًا والالتفاف حول فتح في قائمة موحدة، لكن الآن الوضع أصبح مختلفًا بعد ما يبديه الرئيس محمود عباس وجماعته من غرور وتمادي في الإقصاء، ما انعكس بعدم الرضا عن هذا الأداء في الشارع الفلسطيني.


وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية، أشار القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي، ان الشعب الفلسطيني لن يقبل ببقاء رئيس واحد مدى الحياة، مؤكدًا أن ما ذكره القائد محمد دحلان في تصريحات سابقة من أن عباس لن يكون المرشح الرئاسي الوحيد هو خيار تيار الإصلاح، وسوف ندعم الرئيس الذي نراه مناسبا، لكنه بالطبع لن يكون أبو مازن.


ودعا جاد الله، جموع الفتحاويين إلى الخروج بكثافة في الانتخابات التشريعية دون قلق أو خوف من تعدد القوائم، وأن ينتخب كل مواطن القائمة التي يراها مناسبة، معتبرًا أن تعدد القوائم يأتي في صالح الحركة ومن حسن حظها.
وقال، إن رغبة تيار الإصلاح الديمقراطي في الانخراط بالنظام السياسي هدفها خدمة الشعب الفلسطيني من خلال رؤية خاصة لتحسين الوضع وتعزيز صمود شعبنا، وهو ما لا يتسنى لنا ونحن خارج النظام الرسمي، مشيرًا إلى أنه لا خلاف بين التيار وبين أي فتحاوي، الخلاف فقط على طريقة التفرد التي يتبعها الرئيس محمود عباس، ونحن كنا ولا نزال جزءا من الحركة التي تحتاج الآن إلى إعادة صياغها في آلياتها وسياساتها وبرنامجه، حتى تصبح “أم الكل” كما كان يردد دائمًا القائد الشهيد ياسر عرفات.


وتابع، أن الحالة الفلسطينية الراهنة غيرت أولويات شعبنا، الذي تبدلت تطلعاته حيث تراجعت الوطنية إلى المرتبة الثانية بعد القوت، فالشعب الذي لا يستطيع إطعام أبنائه كيف له أن يفكر في تحرير القدس، لذلك لا بد أن نسعى لإصلاح الحالة الاقتصادية أولًا حتى نؤهل الشعب مجددًا للبدء في معركة النضال والتحرير.


وأضاف، أن التعامل مع قطاع غزة من باب المساعدات والمنح الإنسانية لن يكون مقبولا بعد الانتخابات، لأن القطاع جزء من الوطن له حقوق يجب أن يستردها، وأن جيل التسعينيات من شباب القطاع يعانون كونهم نشأوا في ظل الانقسام البغيض، لذلك فإن الاهتمام بهذا الجيل هو أحد أولوياتنا كتيار عقب الانتخابات، وسوف نسعى إلى الانتقال لمرحلة الإنتاج، عملًا بالحكمة القائلة ” لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد”.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …