11:35 صباحًا / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

نص الإعلان الإسلامي المسيحي الصادر عن مؤتمر “الوفاق الإسلامي- المسيحي في فلسطين” والمنظم من قبل هيئة الوفاق الفلسطيني غزة :27/8/2012

شفا – نص الإعلان الإسلامي المسيحي الصادر عن مؤتمر “الوفاق الإسلامي- المسيحي في فلسطين” والمنظم من قبل هيئة الوفاق الفلسطيني غزة :27/8/2012

هـيـئة الوفــاق الفلســطيني الاعلان الاسلامي المسيحي
الصادر عن مؤتمر ” الوفاق الإسلامي – المسيحي في فلسطين ”
المنظم من قبل هيئة الوفاق الفلسطيني ( غزة :27/8/2012م )

فلسطين الأرض المقدسة التي باركها الله وبارك الأرض التي حولها كانت ولا تزال مهد الديانات السماوية (الإسلامية والمسيحية واليهودية) ومنها انطلقت دعوات رسل الله وأنبيائه إلى العالمين في شتى الأصقاع، تنشر رسالة التوحيد بالله وتخرج الناس من الظلمات إلى النور وتعمم فضائل الخير والصلاح للناس كل الناس، فشكلت القلب النابض والمركز الروحي لأطراف الدنيا وأرجائها.
عاش المؤمنون بالله من أتباع التوراة والإنجيل والقرآن فوق ثرى الأرض المقدسة تاريخيا قرونا طويلة في ود وتسامح وإخاء واحترام متبادل وتعايش مشترك، رغم ما تخلل ذلك من محطات دامية بفعل الغزو الأجنبي الاستعماري المنافي لمبادئ الأديان مجتمعة بيد أن ذلك لم يفت في عضد هذه القيم السامية والعلاقات الإنسانية بين أبناء الارض والمنطقة، وجاء الغزاة ومروا ورحلوا ولم تتزعزع هذه العلاقات بل زادت وتقوت بالرغم من بعض الأزمات التي كانت تمر بها، وكان الفتح الإسلامي لفلسطين ولمدينة القدس الشريف إيذانا بعهد جديد من هذا التسامح تجلى في العهدة العمرية لبطريرك القدس صفرونيوس الدمشقي، والذي يستلهم المؤتمرون روحها ومعانيها الخالدة أساسا لحاضر جديد من التعاون والمودة بين جميع المواطنين الفلسطينيين.
وجاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين واستمر حتى تاريخه منذ عقود عدة ليشكل الصفحة الأكثر سوادا في تاريخ الوطن ومسيرته، ليعبث ويزور حقائق التاريخ والجغرافيا فاغتصب الأرض وهود المقدسات ومنع السكان مسلمين ومسيحيين على حد سواء من الوصول للأماكن المقدسة، وأداء صلواتهم و شعائرهم فيها وتآمر جاهدا و لا يزال على الوحدة الوطنية لشعبنا الذي بوعيه وحكمة أبنائه، أفشل هذه المؤامرات سابقا ومدعو لإفشالها حاضرا ومستقبلا وينتظر بفارغ الصبر أن يتوج نضاله بطي هذه الحقبة الاستعمارية إلى غير رجعة ،و يدرك شعبنا جيدا أن صراعه القائم مع الحركة الصهيونية الاستعمارية ولا عداء بينه و بين الدين اليهودي كدين سماوي.
وجيلا بعد جيل توارث أبناء فلسطين مسلمين ومسيحيين هذه الأخوة بينهم فعملوا على ترسيخها وتعزيزها متصدين معا لكل دعوات شرخها والمساس بها رافضين خطابات الفتنة والتعصب وإقصاء الآخر على قاعدة ” لا إكراه في الدين ”
      وتواصلا مع هذه المسيرة الطيبة وامتدادا لها  وترتيبا لبيتنا الفلسطيني واحتواء أي أزمة تمر بها هذه العلاقة، واستجابة لإرادة شعبنا الحريصة على الوفاق الوطني والديني بين جميع مواطنينا، يؤكد المجتمعون من أبناء فلسطين وقياداتها الدينية والسياسية والمجتمعية في هذا اليوم الأغر من أيام الوحدة والوفاق الوطني وعلى أرض غزة الباسلة على ما يلي :-     
أولا / الشعب الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه وحدة واحدة وأن الوجود المسيحي في فلسطين جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني ملتزم بقوميته ووطنه وشعبة ولغته العربية وتاريخه.
ثانيا /احترام كل طرف لديانة الآخر دون إكراه في الدين وفقا لنصوص القرآن الكريم والإنجيل المقدس، وأن الحوار والحوار وحده عنوان معالجة أي تباين واختلاف ونبذ أي خطابات منافية لذلك.
ثالثا / العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين علاقة راسخة قائمة على المواطنة والتسامح والتنوع والعيش المشترك ونريدها نموذجا يحتذى للشعوب ولأبناء الأديان في العالم بأسره.
رابعا / ندعو جميع المسؤولين عن إرشاد الناس سيما الوعاظ في المساجد والكنائس والمربين في المدارس ليعملوا على تعميم هذه الروح وتنمية الإخوة بين جميع المواطنين.
خامسا / الاحتلال الصهيوني الجاثم على الأرض المقدسة هو الخطر الوحيد على الوحدة الإسلامية المسيحية ويشكل التحدي الحقيقي لها وأن أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين يدا واحدة في مواجهة هذا الاحتلال حتى تحرير الوطن والقدس والمقدسات وتقرير المصير والاستقلال.
سادسا / رفض كافة أشكال التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الفلسطيني وأن شعبنا قادر بحكمة أبنائه ومسئولياتهم الوطنية على تجاوز أي سوء فهم عابر بين أبناء الوطن الواحد.  
سابعا / أهمية تشكيل لجنة متابعة دائمة اسلامية – مسيحية لتحصين العلاقات الوطنية المشتركة و تقنينها وصونها من أي أخطار داخلية أو خارجية قد تحيق بها.
 ثامنا / دعوة العالم للاعتراف بدولة فلسطين وحق العودة للاجئين والمبعدين وفك الحصار الظالم عن غزة وحماية شعبنا وتحرير الأسرى وإنهاء الاحتلال.

شاهد أيضاً

سمى سوما حسن عبدالقادر

قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما حسن عبدالقادر

قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما …