مستقبل فتح في ظل استمرار مسلسل الفصل والإقصاء بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
لا يزال مسلسل الفصل والإقصاء والاستقواء والتهميش الذي يتبعه الرئيس محمود عباس في الأروقة التنظيمية لحركة فتح مستمراً ، وبمباركة البعض الذين حوله من أعضاء اللجنة المركزية ، رغم الدعوات والمبادرات العديدة التي تنادي في وحدة حركة فتح ، والعمل على تضميد جراحها واستنهاضها من خلال رؤية واحدة موحدة ، نظراً للظروف العصيبة التي تمر بها الحالة الفلسطينية من جهة ، ونظراً للتغيرات الاقليمية المتسارعة المتلاحقة ، والتي يتطلب من حركة فتح أن تكون أكثر جاهزية عبر وحدتها الحركية ، لتنقل رسالتها للدول العربية والاقليمية الشقيقة وللعالم بأسره ضمن محتوى عنوانه ” القضية الفلسطينية”، هذا بالإضافة إلى الاقتراب من موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية ، وظهور أكثر من شخصية تنظيمية وقائمة فتحاوية أعلنت نيتها خوض سباق الانتخابات التشريعية ضمن قوائم منفردة ، وهو الأمر الخطير على مصير ومستقبل فتح ، ضمن الطرح الموضوعي والمنطقي الذي يقبله العقل ، الخارج عن اطار فكرة النقاش والتداول في الأمر.
فصل عضو اللجنة المركزية من حركة فتح ” محمد دحلان ” واقصاء العديد من القيادات الفتحاوية الوازنة معه سابقاً ، وفصل اليوم عضو اللجنة المركزية ” ناصر القدوة ” مؤشر صعب وخطير على انحدار الواقع التنظيمي في ظل ترك القرار والخيار بيد الرئيس محمود عباس بصفته رئيس للحركة ، وصمت العديد من القيادات الفتحاوية على هذه الاجراءات والاقصاءات التعسفية ، والذي يعتبر الصمت انطواء تحت مظلة التفرد والاقصاء وموافقتهم المعلنة بكل رضا وسرور من أجل الحفاظ فقط على مصالحهم الخاصة وأجنداتهم المتنفذة داخل الحركة ليبقى لها المكان والحضور ، والتي تتنافى وتتعارض مع كافة المسلكيات الحركية ، لأنها قرارات الفصل والإقصاء القائمة على البطلان والزور.
في ظل التفرد في صناعة القرار التنظيمي القائم على سياسة الفصل والإقصاء والتهميش والاستقواء والاستعلاء في مواصلة نهج تدمير حركة فتح وجعلها على مفترق طرق خطير ومنعطف حاد حتى لا تقوى على التأثير والتغيير ، الذي يصب في مصلحة كل انسان لا يريد لفتح خيراً ، ولا يريدها أن تكن بوحدتها ولملمة كافة صفوفها وشخوصها عنواناً وطنياً وطليعياً على طريق الحرية واقامة الدولة فلسطين.
حان الوقت في اعلاء الصوت وكلمة الحق، التي تنتظرها الحركة العريقة فتح ذات الإرث النضالي العظيم ، وعمود الخيمة للقضية وفلسطين ، وعنوان الحلم والأمل والمستقبل لكافة الفلسطينين ، بالوقوف صفا واحدا أمام كافة التراكمات والأزمات والكوارث التي أحلت في حركتنا الرائدة فتح ، بسبب مواصلة مسلسل التفرد في القرار واتباع سياسية الفصل والاقصاء ، التي لم تنتهجها الحركة إلا في عهد الرئيس محمود عباس للأسف ! ، متناسيا ومتجاهلا أن التاريخ لا يغفر ولا يرحم ، وأنه جاء من اجل حمل الأمانة التنظيمية والوطنية لإكمال مشوار خير سلف من القادة المؤسسين.
حركة فتح في الربعة الساعة الاخير من الزمن ، فإما نكون أو لا نكون، وهذه الرسالة الصريحة الواضحة لكافة الشرفاء و المناضلين من قيادات وكوادر وابناء فتح أول الرصاص وأول الحجارة ، حتى لا نستيقظ غدا ونجد حركتنا فتح قد أصبحت اطلالا وماض من ذكريات الزمن الجميل.