2:13 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الأورومتوسطي : قمع الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجات أم الفحم يشرعن جرائم القتل والعنف المتصاعد

شفا – أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بشدة قمع الشرطة الإسرائيلية التظاهرة المندلعة في مدينة أم الفحم، احتجاجًا على تصاعد العنف والجريمة داخل المدينة، مشيرًا إلى أن الاعتداءات أسفرت عن إصابة واعتقال العديد من المتظاهرين السلميين.

وقال الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ ،يوم السبت، إن التظاهرة التي خرجت يوم أمس 26 فبراير عقب صلاة الجمعة أمام ساحة بلدية أم الفحم، توجهت سيرًا على الأقدام إلى مركز الشرطة الإسرائيلية، لتواجهها عناصر الشرطة بعنف واستخدام غير متناسب للقوة،

حيث أطلقت على المتظاهرين الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والمياه العادمة والقنابل الصوتية، فضلًا عن الاعتداء عليهم بالهراوات، ما أدى لإصابة 11 مواطنًا وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، إلى جانب اعتقال 7 آخرين.

وأوضح الأورومتوسطي، أن الإصابة الخطيرة كانت لشاب يدعى “مهند محاجنة” (30 عامًا)، حيث تعرض لإصابة في الرأس بسبب قنبلة صوتية استهدفته، ما أدى إلى نقله على الفور لمستشفى العفولة ومنها إلى مستشفى “رمبام” الواقع في مدينة حيفا.

وأضاف، أن رئيس بلدية أم الفحم “سمير محاميد” والنائب “يوسف جبارين” كانا من بين المصابين إثر اعتداء الشرطة الإسرائيلية عليهم، حيث أصيب “جبارين” برصاصة مطاطية في الظهر، في حين أصيب “محاميد” بعد دفعه، ليتم نقلهم جراء ذلك إلى مستشفى “هعيمك” في العفولة لتلقي العلاج.

وأدان المرصد الأورومتوسطي، استخدام الشرطة الإسرائيلية وسائل تفريق التظاهرات -كأدوات قتل وإيقاع أذى بليغ- بما يخالف المعايير الدولية، الأمر الذي يُكيّف كجريمة يحاسب مقترفها.

وفي إفادة وثقها فريق المرصد الأورومتوسطي لأحد أقارب الجريح “مهند محاجنة” قال: “أصيب مهند في الرأس، وتحديدًا في منطقة الدماغ بعد أن ألقت الشرطة الإسرائيلية عليه قنبلة صوتية من مسافة قريبة ليتم نقله مباشرةً إلى مستشفى العفولة، ثم نقله من مستشفى العفولة إلى مستفى رمبام في حيفا”.

وأضاف، “في مستشفى رمبام أجريت له عملية جراحية في الدماغ، وقال لنا الأطباء أنهم تمكنوا من السيطرة على النزيف، إلا أنه يحتاج لعمليات جراحية لاحقًا لوقفه بشكلٍ نهائي. وأعلنت المستشفى عند الساعة الثامنة مساءً عن انتهاء العملية الجراحية، لكنها أوضحت أن حالته ما زالت خطيرة”.

كما منعت الشرطة الإسرائيلية صحافيين بالمكان من التصوير، حيث توجّهت إلى الصحفي “أنس موسى” بوقف تصوير الأحداث الجارية، وهدّدته بسحب بطاقته الصحافية، في انتهاك آخر لحرية العمل الصحفي.

وأشار الأورومتوسطي، إلى أن التظاهرات المندلعة في مدينة أم الفحم –مستمرة للأسبوع السابع على التوالي- انطلقت في 7 يناير/كانون الثاني 2021، حيث دعا إليها مجموعة من الشباب الناشطين احتجاجًا على تزايد جرائم القتل والعنف في المدينة بسبب ما وصفوه بتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن محاربة العنف والجريمة، وذلك بعد أن تعرض رئيس بلدية أم الفحم سابقاً “سليمان إغبارية” لطلق ناري تسبب له بجروحٍ خطيرة،

بالإضافة، لوقوع جريمة أخرى في بلدة كفرقرع القريبة من مدينة أم الفحم والتي راح ضحيتها الشاب “سليمان مصارة”.

وقال المرصد، إن الجرائم في البلدات العربية التي يسكنها الفلسطينيون داخل إسرائيل تزايدت منذ مطلع العام الحالي، حيث قُتل ما لا يقل عن 15 شخصًا حتى اللحظة، في حين إن عدد القتلى خلال العشرين عامًا الماضية – منذ عام 2000 – بلغ حوالي 1,700 قتيل.

من جانبه، قال المستشار القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي “طارق عبد الرازق”: “إن اعتداءات الشرطة الإسرائيلية المتكررة أسبوعيًا على التظاهرات المندلعة في أم الفحم تشير إلى أن السلطات الإسرائيلية راغبة في استمرار حالة العنف وتصاعد الجريمة بحق الفلسطينيين المقيمين في أم الفحم والبلدات العربية”.

وأضاف، “تصاعد العنف والجريمة خاصةً في السنوات الخمس الأخيرة، من خلال القتل في وضح النهار، والقتل في الأزقة ووسط الناس بأحدث الأسلحة، يعطي مؤشرًا واضحًا على تعمد السلطات الإسرائيلية التقاعس في مواجهتها، خاصةً وأن الكثير منها كان يمر دون أن تحرك السلطات الإسرائيلية ساكنًا”.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في نهاية بيانه، السلطات الإسرائيلية إلى وقف جميع الاعتداءات المرتكبة بحق المتظاهرين السلميين ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الانتهاكات،

وحثها على تلبية مطالب المتظاهرين من خلال تفعيل آليات الرقابة الأمنية داخل المناطق العربية، لمنع انتشار العصابات الإجرامية ووقوع جرائم القتل والعنف المتصاعدة بشكلٍ خطير، وإيقاع أشد العقوبات على مرتكبيها من خلال محاكمات نزيهة وشفافة.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …