شفا – نورة حمدان – نادي جينوم للعلماء الناشئين/ جنين ، ما من انسان إلا وتهوى نفسه السماء الزرقاء والحدائق الغناء والأرض الخضراء، فتسكن هذه النفس وترتاح لما ترتأيه من بهاء، فتقف في عجب أمام عظمة الخالق وكيف رسم هذه المناظر بعمق الدقة والإبداع. هذه البيئة الخضراء التي من البديهي جداً أن نكون زهرة من أزهارها تعمل على إحيائها لترتقي بها جنّة…
ومن المؤسف جداً أن يكون من بيننا من غاب عن ذهنهم الحس الديني والوطني، فيتفننون بشتى الوسائل لتدمير هذا الصفاء والنقاء, وبالفعل هذا ما ارتأيته بأم عيني عندما كنت في نزهة علمية لأحراش جنين (منطقة أم السوس بجانب الجابريات) يوم الجمعة، الموافق 24.8.2012 ، ضمن نشاطات نادي جينوم للعلماء الناشئين البيئية، فقد كانت عيني تواقة لأشجار الصنوبر الخلابة والأرض الخضراء والبيئة الجذابة التي تزهو النفس بها، لكن فوجئت وصعقت بالأرض يكسوها الثوب الأسود ( نيران أُشعلت في المنطقة)، واشتد قلبي ألما على كثير من الأشجار المحروقة والمقطوعة والملقاة على الأرض , ناهيك عن القمامة المبعثرة هنا وهناك ..، وقال أحد مزارعي المنطقة بشأن هذه النيران التي اكتسحت الاحراش : ” بينما كنت جالساً وقت الظهيرة فإذا بنيران تشتعل في الحرش فانطلقت مسرعاً طالباً الدفاع المدني لإخمادها , وقمت وبعض المزارعين بإخماد نار كادت أن تحرق شجرة صنوبر بكاملها..، وإن هذه الحادثة تكررت مرات عدة في الأعوام السابقة ” وطالب هذا المزارع الجهات المسؤولة بجعل الطرق سهلة إلى هذه المناطق لما رآه من صعوبة وصول سيارة الدفاع المدني لإخماد النيران .
بنظري كمواطنة فلسطينية , إنني متأكدة تماماً أن مشكلة تلوث البيئة هي مشكلة متشعبة في الغالبية العظمى من المدن الفلسطينية- وليس فقط في جنين- وأنها ستتفاقم وتزداد سوءاً إن لم نمعن النظر اليها.
ولذلك أوجه النداء عالياً الى بلدية جنين ووزارة الزراعة والبيئة بضرورة حماية وصيانة هذه المناطق ونشر الوعي البيئي بين الناس للحفاظ عليها , وان يكون هناك قوانين بشأن هذه المناطق يحظر مخالفتها، وفرض عقوبة على من يخالفها .
إن البيئة الخضراء في جنين جميلة ورائعة، وهذا الجمال في خطر , لذلك يجب على كل إنسان أن يساهم في بقاء هذه البيئة نظيفة وجميلة، وأن نعمل معاً – مواطنين ومسؤولين – لحماية جمال جنين (أحراش جنين)، ونحن في نادي جينوم للعلماء الناشئين سننظم حملات ومبادرات ونشرات لحماية أحراش جنين.