طريق من الأمل ، بقلم : فاطمة المزروعي
جسد الإنسان، وحالته النفسية، هما العنصران المهمان، في مسيرته الناجحة نحو مستقبل واعد وجميل، ولهما أثر كبير على هذا الإنسان ومدى وعيه وتفوقه، الجسد هو المزيج الذي يجمع كل هذه الوظائف والأعضاء والأجهزة التي تعمل على نمو وصحة وسلامة الإنسان، أما الحالة النفسية، فهي السلوكيات والأفعال، والمشاعر ونحوها، والذي يجهله الكثيرون منا، أن الحالة النفسية، لها تأثير كبير على ومترابط وحاسم على الجسد نفسه، والعكس صحيح أيضاً، لذا هما مترابطان بطريقة أو أخرى، على سبيل المثال النجاح لا يعتمد على بذل الجهد البدني والاجتهاد والجد فقط، بل يجب أن يكون هناك جوانب نفسية يتم مراعاتها وأخذها في الاعتبار.
مرة أخرى الشعور باليأس أو الأمل ليس إلا حالة نفسيه يشعر بها الإنسان، قرأت مقولة لماريان زيمر برادلي وهي كاتبة أمريكية اشتهرت بروايات الخيال العلمي والروايات التاريخية وقد قالت فيها: «إن الطريق المبني على الأمل أكثر إمتاعاً للمسافر من الطريق المبني على اليأس، حتى وإن كان كلا الطريقين يؤدي إلى الغاية نفسها» عندما فكرت في ذلك وجدت أن الخيار بين أيدينا جميعاً فنستطيع أن نختار بين الأمل أو اليأس في حياتنا! وبالطبع كما قلت في السابق فالحالة النفسية تغير شيئاً في الجسد أيضاً، فمن الممكن أن تتسبب بشفاء الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية «جسدية» يوجد قصة معبرة وجميلة عن تأثير الحالة النفسية على الحالة الجسدية وهي عن فتاة كانت ممددة على الفراش وتعاني مرضاً خطيراً، تم إخبارها أنه من الممكن ألا تنجو، فسألت أختها الكبيرة وهي تراقب شجرة بالقرب من نافذتها: كم ورقة باقية على الشجرة؟ فأجابت أختها بعين دامعة: لماذا تسألين يا عزيزتي؟ فأجابت الطفلة المريضة: لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة من تلك الشجرة، فقالت لها أختها: إذاً حتى ذلك الحين سوف نعيش حياة ممتعة وجميلة.
انقضت أيام عديدة وأخذت الأوراق تتساقط حتى بقيت ورقة واحدة، وظلت الطفلة تراقبها ظناً منها أنه عندما تسقط هذه الورقة سينهي المرض حياتها، وانقضى الخريف، والشتاء، وانتهت السنة. ولم تسقط الورقة بعد والفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد صحتها مرة أخرى، حتى شفيت تماماً.
أول ما فعلته الفتاة عندما شفيت هو الذهاب إلى تلك الورقة لتعرف ما هي معجزتها، فوجدت أنها ورقة من البلاستيك قامت أختها بتثبيتها على الشجرة.
فقد كانت تلك الفتاة فاقدة للأمل، ولكن أختها الكبيرة منحتها إياه مرة أخرى، لذلك يجب أن نمنح أنفسنا الأمل ونمنحه لغيرنا أيضاً، فالأمل يصنع المعجزات ويجعل كل شيء ممكناً.