شفا – قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأربعاء، إن “حل الدولتين يتعرض لخطر شديد بسبب الانتهاكات الإسرائيلية”.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، أنهما بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية، مشددا على أن “الإجراءات الإسرائيلية تقوض حل الدولتين”.
وأشار إلى أنهما استعرضا “التحديات الإقليمية التي نعتقد جازمين في الأردن أن لروسيا دور كبير في جهود حلها وفي جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
“متفقان على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفسطينية على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية”، أضاف الصفدي، قائلا: “أشيد بالدور والموقف الواضح لروسيا في الالتزام بحل الدولتين والتزام القانون الدولي سبيلا لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل الذي ننشده جميعا”.
وأضاف: “القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي القضية المركزية، وهي أساس التوتر والصراع في المنطقة وحلها على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار”.
“نعمل مع أصدقائنا في روسيا ومع المجتمع الدولي ومع أشقائنا من أجل إيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا نحو حل الدولتين الذي يتعرض لخطر شديد نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تقوضه ومن هنا نؤكد مرة أخرى أن هذا الموضوع موضع أساسي، والتحرك بفاعلية من أجل إعاد إيجاد أفق سياسي أمر يستدعي جهود مكثفة منا جميعا”، بحسب الصفدي.
وتابع الصفدي “متفقون مع الجانب الروسي على أهمية تفعيل الرباعية الدولية وعلى دورها في تحقيق السلام، فيما قال لافروف: “أجمعنا مع الأردن على عدم وجود أي بديل عن حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
“نحن في طبيعة الحال رحبنا بعملية المصالحة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لكن هذا التحرك لا يجوز أن يحل محل تشكيل الدولة الفلسطينية”، بحسب لافروف.
وأضاف أنه أكد مع الصفدي، “آفاق واعدة للتعاون الثنائي في أكثر من مجال مع الأردن، بما في ذلك في مجال الطاقة النووية وفي المجال الإنساني والتعليمي والتعاون العسكري والفني”.
“تنسيق وتشاور مستمر”
الصفدي، قال إن “اللقاء يأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين بلدين صديقين يسعيان بجد إلى تطور التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات للبناء على الآفاق والإنجازات والمخرجات التي تمت عبر سنوات من العمل المشترك في إطار هذه العلاقة القوية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس فلاديمير بوتين على أسس من الشفافية والثقة والحرص على تعزيز التعاون في مختلف المجالات”.
“نتطلع إلى اجتماع اللجنة المشتركة هذا العام من أجل تحديد مساحات التعاون والاتفاق عل آفاق جديدة تأخذ بتعاوننا الثنائي إلى آفاق أوسع”.
وتابع الصفدي “كان لقاء اليوم فرصة لاستعراض التحديات الإقليمية وعملنا المشترك من أجل مواجهتها وحل الأزمات في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار الذين يشكلان ضرورة لأمن واستقرار المنطقة ولأمن واستقرار العالم أيضا”.
وحول الأوضاع في سوريا، أكد الصفدي أن الأردن وروسيا متفقان على ضرورة تفعيل الجهود باتجاه التوصل لحل سياسي للأزمة السورية التي طالت وسببت خرابا وقتلا ودمارا”.
وتابع الصفدي “لا بد من وجود دور عربي جماعي فاعل في جهود حل الأزمة السورية، وهذا الموضوع كان محط نقاش موسع بيني وبين لافروف حول كيفية البدء بعمل مقاربة جديدة واقعية تسهم في التوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات التي نتفق عليها جميعا وأساسا تحفظ وحدة سوريا وتماسكها وتعيد لها أمنها واستقرارها ودورها في المنطقة، وتخلصها من الإرهاب، وتحول دون التدخلات الخارحية وتهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين”.
“ما نريده هو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا، بالتالي تحدثنا عن كل الأزمات التي تمر بها المنطقة ومتفقون أيضا على أننا مستمرون في العمل معا من أجل إنهاء هذه الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار”، بحسب الصفدي.
وقال لافروف: “أكدنا على ضرورة التمسكك بمبدأ التسوية السياسية لجميع القضايا السورية من خلال السوريين أنفسهم، ولما تطرقت إليه مختلف المرجعيات الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
“ناقشنا التعاون في إطار استانة ودور الأردن الفعال والأعمال التمهيدية لعقد الجلسة المقبلة المخطط في شباط/ فبراير الحالي”، بحسب لافروف، قائلا: “أجمعنا على ضرورة استئصال نهائي لبؤر الإرهاب في سوريا لتمكيننا من تشكيل الظروف الملائمة لعودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا”.
وتابع لافروف: “أشرنا على الدور الرائد لجامعة الدول العربية في حل كل هذه المسائل المطروحة بما فيه مصلحة الشعب السوري”.
وأضاف “ناقشنا الأوضاع في العراق وليبيا واليمن وأجمعنا على ضرورة تشكيل الظروف الملائمة من قبل المجتمع الدولي لبدء المصالحة وتحسن الأوضاع في هذه الدول من خلال الحوار السياسي، وناقشنا أيضا ضرورة تفعيل الجهود المشتركة بخصوص ضمان الأمن في منطقة الخليج العربي”.