شفا – كالعادة أزمة رواتب الموظفين في القطاع العام وإجراءات الاحتلال على حاجز ‘الجلمة’ الواقع شمال شرق محافظة جنين وتحديد ساعات دخول مواطني أراضي الـ48 وإغلاقه على الساعة التاسعة مساء، تؤثر سلبا على فرحة العيد في جنين وتزيد من معاناة المواطنين اقتصاديا.
وتعاني أسواق مدينة جنين كمعاناة أسواق المحافظات الأخرى، من حالة ركود وحركة شرائية ضعيفة رغم اكتظاظها بالمتسوقين وتسابق الباعة على عرض بضائعهم خاصة في ساعات المساء والتي تستمر حتى ساعات الفجر.
رأى الموظف ضياء كمنجي خلال حديثه ، أنه مع اقتراب عيد الفطر وانتهاء شهر رمضان واقتراب العام الدراسي الجديد، أصبحت معاناة المواطنين أكبر في توفير احتياجاتهم، كما زادت الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية وعدم حصول الموظفين على راتبهم كاملا واستحقاق القروض الوضع سوءا.
وقال التاجران معتز أبو عليا، ومحمد السيريسي، من أصحاب محلات بيع المواد التموينية والغذائية في جنين، إن حركة التسوق والإقبال على الشراء قليلة مقارنة مع العام الماضي، وعزيا ذلك إلى تأخير صرف الرواتب وعدم تقاضيها كاملة وعدم انتظام صرفها، وإقدام سلطات الاحتلال على فتح معبر ‘الجلمة’ شمال شرق جنين أمام مواطني الـ48 لساعات محدودة وليس كما كان في كل عام حتى ساعات الفجر.
وقال التاجر عبد الله أبو ناعسة صاحب محل مكسرات وحلويات: رغم أن السوق التجارية استعدت ووفرت كل متطلبات العيد للمواطنين ورغم الاكتظاظ في الأسواق، ولكن للأسف الوضع الاقتصادي متردٍ وانخفضت نسبة المبيعات مقارنة مع العام الماضي إلى النصف.
حال سوق الخضار والفواكه في جنين لا يختلف كثيرا عن حال المحال التجارية، فالباعة في السوق يشتكون من قلة المشترين، رغم اكتظاظ السوق، وقال التاجر مصطفى عتوم، صاحب بسطة للخضار والفواكه والنثريات، إن ‘غالبيتهم يسألون عن الأسعار فقط’، كما أكد ذلك صلاح ملاح صاحب شركة للملابس.
أما المواطن عجاج أبو الخير قال عن ‘أي عيد تتحدث وجيوبي فارغة من النقود، فمنذ بناء جدار الضم والتوسع العنصري أصبحت عاطلا عن العمل ولا أستطيع توفير لقمة العيش، حالي حال الآلاف من العمال العاطلين عن العمل.
وأكد محافظ جنين طلال دويكات أن الأوضاع الاقتصادية صعبة مع اقتراب حلول عيد الفطر، وهذا ناتج عن سياسة الحصار التي يفرضها الاحتلال على شعبنا، وقلة الإمكانيات والموارد، كما أن الضائقة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية ضاعفت هذه المأساة.
وقال: نسعى بكل الإمكانيات المتاحة لنوفر ما هو مطلوب لتعزيز صمود المواطن في ظل هذه الإجراءات القمعية المستمرة وبشكل منهجي منظم.
وأضاف دويكات: ركزنا جهودنا خلال شهر رمضان ومع اقتراب حلول عيد الفطر من أجل التخفيف على المواطنين، وعملنا على متابعة ما يعرض من بضائع وضمان سلامتها، وعدم رفع الأسعار أو احتكار السلع أو التعامل مع أهلنا داخل أراضي الـ48 الذين ترددوا بشكل ملحوظ وسنعمل بجهود مضاعفة في هذه الأيام لإزالة كافة العقبات أمامهم من أجل توفير الأجواء المناسبة.
وأردف: في إطار الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر، قمنا باتخاذ مجموعة من الإجراءات لتهيئة الظروف المناسبة للمتسوقين من أبنا شعبنا من أراضي الـ48 بشكل لائق وتوفير متطلبات الأمن والأمان أمام جمهورنا، وعقدنا عدة لقاءات مع المؤسسة الأمنية لتذليل كل العقبات والمعوقات التي تؤثر بشكل سلبي.
وذكر رئيس الغرفة التجارية هشام مساد أن حالة الركود وتدهور الوضع الاقتصادي مع اقتراب حلول عيد الفطر ناتجة عن عدة أسباب منها: عدم انتظام رواتب الموظفين، ‘حيث أصبح لدى الموظف هاجس ما جعله يقنن بالشراء، وعدم التزام سلطات الاحتلال بفتح معبر الجلمة شرق جنين يوميا حتى ساعات منتصف الليل واكتفت حتى الساعة العاشرة ليلا إضافة إلى وضع العراقيل عبر المعبر أمام أهلنا فلسطينيي الـ48’.
وقال مساد إن ارتفاع الجمارك أيضا أدى إلى ارتفاع التكاليف لدى التجار، وأصبح في السوق التجارية ارتفاع واضح في الأسعار، وسياسة الضرائب المفروضة من قبل سلطتنا بعد الهجمات الضريبية والتي أثرت على الوضع الاقتصادي، ما جعل القدرة الشرائية أصبح عليها تأثير لدى الأهالي لا سيما الموظفين، مشيرا إلى أن تراكم البسطات، وتواجد الشباب في الشوارع، وعدم توفير بيئة مناسبة للزوار من موقف لمركباتهم وعدم توفر دورات مياه وغيرها في مجال البنية التحتية غير المتوفرة من قبل الجهات المختصة أثر سلبا على الوضع الاقتصادي برمته.
وذكر محمود أسدي صاحب شركة للأبواب من مدينة الناصرة داخل أراضي الـ48، أنه يضطر إلى السلوك عبر طرق طويلة تستغرق لساعات بعد عودته من جنين إلى الناصرة والتي لا تبعد سوى 30 كيلومترا بسبب قيام قوات الاحتلال بمنعنا من العودة عبر معبر الجلمة؛ بسبب إغلاقه مبكرا و’ذلك من خلال ترهيبنا من أجل عدم الدخول إلى جنين، وبالرغم من المعاناة إلا أننا مصممون على التلاحم والتواصل مع أبناء شعبنا’.