السلام والتغييرات الأيجابية بالشرق الأوسط بقلم د : هيا عاشور
يبدو أن الأحداث والتغيرات فى الشرق الأوسط في تتابع سريع وخطير جدا ، نظرًا لأن الشرق الأوسط ، كان غير مستقرًا لسنوات طويلة ، بسبب ظهور الفكر المتطرف و قمع الحريات والأرهاب المسلح و تفكك عديد من الدول بسبب الاقتتال الداخلى والتعصب الدينى وثورات جلبت أنظمة وحشية حطمت البنية التحتية الاقتصادية ، التى كانت الاكثر تعرضن للدمار.
قد يكون تغييرًا إيجابيًا فى حال انتفض السكان المحليين وقاتلوا من أجل السلام ومستقبل أبنائهم القادم ،حتى يتم بناء نظام قوى وعادل بعيدا عن الفساد والتطرف والعنصرية الفكرية ، وكشف الوجه الحقيقى لتلك الأنظمة التى وعدت الشعوب بمستقبل مشرق فكانت النتيجة النهائية مع الأسف دمار شامل ، أقتتال داخلى فقر ومدنيون ينتحرون ،عدم توفر الكهرباء أو حتى المياة حياة معدومة، هرب وغرق ألالاف فى البحار بعد محاولات عديدة فاشلة للهجرة، لكن النتيجة النهائية الشرق الأوسط أصبح أكبر مسرح لكارثة أنسانية لن تنسى عبر التاريخ .
وأكثر من أي وقت مضى يجب دعم دعوة شعوب الشرق الأوسط في مختلف البلدان لمزيد من السلام والحرية والديمقراطية والأمان والتعبير عن الرأي وبناء البنيه الاقتصادية ومساعدة العائلات والأطفال التى تقع تحت
يد الأنظمة القمعية وتجار السلاح والبشر التى كان لديها الكثير من الوقت لقمع شعوبها ومص دمائها مما أدى إلى
فقر مدقع وانتهاكات لحقوق الإنسان واستقرار ضعيف
وهش الأمر الذي أثار قلق العالم كله. والآن التغييرات في الشرق الأوسط التى يجب أن تحدث حتمية وعلى المدى القصير،نبغي أن يكون هذا سببًا أساسيا لمطالبة السكان المحليين المشروعة بالسلام والديمقراطية وقبول التغييرات ، وخاصة التغييرات الجذرية ، التى غالبا
ما تؤدي دائمًا إلى درجة عالية من عدم الارتياح بين الأحزاب المتصارعه ، علينا بناء هذة العلاقة بعناية ،
على الرغم من وجود المخربين ومن لا يرغبون بالتعاون الاقتصادي والسلام.
تظهر التغييرات الحالية أن القمع والظلم يستمر فقط لفترة معينة من الزمن ، كل شخص سوف يناضل في النهاية من أجل الإنسانية و السلام الأمان والمحبه . إنه أكثر أو أقل في جيناتنا ، لا يهم مكان ولادتك أو جنسيتك أو دينتك أو معتقداتك . إنها نفس السلام التي تحرك الإنسانية إلى اتخاذ قرارات السلام والأمان فى كل خياراتنا.سواء من وجهة نظر اجتماعية أو اقتصادية. البلدان التي تعرضت للقمع لم تظهر قط تنمية اقتصادية مستقرة طويلة الأجل. اعتمدت معظم هذه الدول القمعية بشكل كبير على المساعدات الخارجية. مثل العديد من البلدان في الشرق الأوسط التى تعتمد بشكل كبير على النفط ومصالحها الإستراتيجية فقط .
فى هذا الوضع الحالى التى لن تكون مثلنا تمامًا. طالما أن حقوق الإنسان الأساسية والمؤسسات [القانونية] مضمونة ، فإن الموقف المتجدد يمكن أن يساعد الشرق الأوسط في لعب دور مهم على المسرح العالمي. أفضل من ذي قبل. لكن من المهم أن تدعم الحكومات الدولية ومؤسسات المجتمع المدنى الشرق الأوسط الجديد وتنأى بنفسها عن الأنظمة القمعية. سيعزز ذلك نضال السكان المحليين لاستعادة حريتهم وطلب السلام لعيش حياة يستحقونها كريمة
أمنه لأبنائهم .