من يحب الشجرة يحب الأغصان ، بقلم : فاطمة المزروعي
كما قيل ويقال في أدبيات الحب، وما سطره الشعراء والمؤلفون وهم يتحدثون عما يسببه من حالات أهمها الطاعة والتغاضي، فإن لديهم عادة جميلة وهي، محاولة تقليد الحبيب لدرجة أنه هواياته وميوله ونظرته تتأثر تماماً، وبالتالي إن كانت الحبيبة تهوى القراءة، فإن الحبيب سيملأ المنزل كتباً ومراجع، والعكس صحيح أيضاً، إن كان الحبيب يهوى مشاهدة الأفلام على سبيل المثال، فإن الحبيبة ستميل تماماً وقد تفوقه في هذا المجال. تداعت هذه الكلمات وأنا أجلس مع صديقة مضت سنوات لم ألتقها، وكانت فرصة لاسترجاع الذكريات معها، فوجئت وهي تحدثني عن مزرعة يملكها زوجها وأنها تربي فيها حيوانات متنوعة، وكانت تحدثني عنها بإسهاب وتخصص وخبرة، مرد هذا الاستغراب لأني أعرف هذه الصديقة، فقد كانت تخاف الحيوانات حتى تلك الموجودة في منازلنا والأليف منها، بل يصل بها الرهاب من تلك الحيوانات للهروب والاختباء، وهذا جعلني أسألها عن سر هذا التحول الكبير في شخصيتها، فقالت إنه تأثير زوجها عليها، فهو يعشق تربية الحيوانات، وإنها عملت على تدريب نفسها للتخلص من مخاوفها غير المبررة، ومع مرور الوقت باتت أفضل منه في استثمار هذه الهواية والاستفادة المادية منها، وكما يقول المؤلف والكوميدي والشاعر الفرنسي جون بابتِيست بوكلان، والذي عُرف باسم موليير: «من يحب الشجرة يحب الأغصان». في بعض الأحيان نقدم تنازلات أو نقدم على مهام وأعمال لا نحبها فقط من أجل إرضاء المقربين منا، والحقيقة أنها خصلة جميلة تنم عن الوفاء وصدق المشاعر.