محمد ابو شمالة يكتب .. في الذكري ال 56 للانطلاقة
أ. محمد ابو شمالة أمين سر حركة فتح ساحة بلجيكا و لوكسمبورغ
يحيي الفلسطينيون في الوطن و الشتات في الاول من يناير من كل عام ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ؛ انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” و التى انطلقت في الاول من يناير عام 1965 .
هذا و تعتبر حركة فتح ولادة حقيقية لحركة النضال الفلسطيني بعد النكبة و هى قائدة العمل الفدائي و العسكرى التحرري ضد الاحتلال الإسرائيلي و هذا حتى قبل انطلاقتها بنحو تسع أعوام .
هذا و قد عقدت الحركة مؤتمرها الأول في العام 1962 والذى تم فيه تثبيت الهيكل التنظيمى ووزعت فيه المهام القيادية و صيغت الخطط و الأهداف و أهمها انطلاق الحركة بروح نضالية ثورية بهدف تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة ، و كان للحركة اصدار بيانها السياسي الاول في 28 يناير 1965 مبيناً ان المخططات السياسة و العسكرية لحركة فتح لا تتعارض مع المخططات الرسمية العربية و الفلسطينية و التى كان من أهمها تحرير فلسطين و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
لكن و بعد مرور 56 عاماً من انطلاقة الحركة لابد لنا من الوقوف مع الذات و مراجعة مسيرة الحركة و الوقوف علي الإنجازات و محاولة تطويرها و الوقوف علي الإخفاقات و محاولة علاجها و ذلك بهدف تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها الحركة .
و هنا لا أحبذ التغنى بأمجاد الماضي و الإنجازات العظيمة التى حققتها الحركة و هذا لم ياتى هباءاً بل سُطر بدماء الشهداء و الجرحى و بتضحيات الأسرى و عذابات شعبنا الصامد ، لكن عندما يتخلي المرء عن كونه فلسطينياً و يتنازل عن أحد ثوابت شعبنا و هو حقه بالعودة إلي دياره التى هجر منها ويقول للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ” لقد زرت صفد مرة من قبل ، لكنى أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها لا ان اعيش فيها ” فهنا لابد أن نتوقع منه (الرئيس عباس) كل شئ ، كل شيء بمعايير منقلبة تحكمها العجز و الهزيمة مقابل كرسى حكم زائف و سلطة دون سلطات الا الاستقواء علي شعبها .
في الذكري ال 56 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” لا زالت الحركة مختطفة من قبل عباس و حفنة من المتسلطين و المنتفعين الذين يتسابقون في تشويه تاريخ و نضال الشعب الفلسطيني و يعملون علي بث روح الهزيمة و الاستسلام و يحاربون أبناء الحركة في قوت أطفالهم و يرتكبون أفظع الجرائم بحق غزة و مخيمات الضفة و يسقطون القدس و الشتات من حساباتهم .
حركة فتح بعد العديد من الدعوات لوحدتها و العديد من المبادرات و المؤتمرات لا تحتاج الي احتفالات و احياء الذكرى و دعوات أخرى فهى حركة تاريخية قدمت الآلاف من الشهداء و عشرات الآلاف من الجرحى و الأسرى و ما زالت تقدم رغم المؤامرات التى تحاك ضدها من خاطفيها و من خارجها ، وهنا وجب علي المناضلين و شرفاء الحركة التخلص من هذه الزمرة الفاسدة التى شوهت الحركة و اختطفتها و افرغتها من ثوريتها لإعادة البوصلة للقضية الفلسطينية من أجل استرداد حقوقنا العادلة وأهمها الحق في تقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .