لنعلمهم الاستعداد والمبادرة ، بقلم : فاطمة المزروعي
توقفت ملياً عند كلمات بليغة للشاعر والمسرحي والناقد الأدبي توماس ستيرنز إليوت، وهو بالمناسبة حائز على جائزة نوبل بالأدب في 1948. كان خلالها يتحدث عن التخطيط حيث وضع تعريفاً جاء فيه: «أنه محاولة لتطبيق العقل والمنطق من أجل تحقيق أهداف الإنسان ومصالح البشر». ودون أدنى شك أن مثل هذا التعريف لعملية حيوية ومهمة لكل واحد منا كالتخطيط، ستجد له تشعبات كثيرة وعميقة تصب في جميع مفاصل الحياة، فهناك التخطيط الاجتماعي والاقتصادي والإداري والتخطيط السياسي والوظيفي. لكنني في هذه الكلمات سأصبّ التركيز على مستوى الفرد. وكما نعلم جميعاً فإن التخطيط أمر مهم جداً في حياتنا الخاصة والشخصية، وربما يظن البعض – عندما أقول التخطيط لحياتنا – أن الموضوع يقتصر على تخطيط الوقت وكيف نقضيه، ولكن الحقيقة أوسع وأشمل، لأنه عبارة عن مهارة يجب تطبيقها على جميع مفاصل حياتنا وفي جميع الجوانب الفردية، على سبيل المثال لا الحصر: تخطيط الصرف المادي، التخطيط التربوي، التخطيط للمستقبل، وحتى التخطيط لتلك المشاكل والعقبات التي تواجهنا أو لتلك المعضلات الحياتية التي تعترض كل واحد منا. ودون شك إن كل إنسان يريد أن يعيش حياة سعيدة، عليه أن يبدأ في التخطيط لهذه الحياة مبكراً، بحيث يرسم ملامح حياته والخطوات التي سيسير عليها في مستقبله من أجل تحقيق أفضل النتائج. من هنا تظهر حيوية وأهمية عملية التخطيط وأن تكون جزءاً من تفكيرنا ومنظومة العمل ومسيرتنا، هي دعوة أوجهها لكل أم وأب، بغرس قيمة التخطيط في عقول أطفالهم مبكراً، لنعلمهم كيف يخططون للغد، وكيف يضعون اهتماماتهم وما يريدون تحقيقه في أجندة وجداول، ليتعلموا توزيع المهام والواجبات، نحن بهذه الطريقة نجهزهم للمستقبل ونعلمهم أهم قيم الحياة، وهي الاستعداد والمبادرة والتعلم.