شفا – شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن شباب فلسطين هم المُحرك الأساسيّ لعملية البناء الشاملة التي تحشدُ لها السلطة الوطنية كل إمكانياتها، مؤكدا على أنهم يخوضون اليوم، مع باقي مكونات المجتمع الأخرى، معركة التحرر الوطنيّ ومواصلة تعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة.
وقال: “إن السلطة الوطنية وهي تحثُ الخطى نحو تحقيق أهدافها، فإنها تُدركُ أن العنصر الأساسيّ في جهدها المبذول على المستويين الرسميّ والشعبيّ يكمنُ في تعزيز الالتفاف الشعبيّ، وخاصةً الشبابيّ، حول هذه الأهداف وانخراطهم في تحقيقها”.
وأكد فياض على أن شبابُنا ينخرطُ اليوم في تكريس واعتماد نهج المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة ظلم الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، ويُسهمون في تعزيز صمود وثبات شعبنا، وقال: “في الوقت الذي يُناضل فيه شبابنا ويُكافح من أجل البقاء والثبات على أرضه والتصدي لممارسات الاحتلال وسياساته، فإنه أيضاً يبني ويُعمّر ويُجذّر وجوده في وطنه، بل ويُساهمُ مع القطاعات الأخرى في استكمال بناء دولة فلسطين المُستقلة وتحقيق سيادتها بالخلاص التام من الاحتلال”.
جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي خصصه رئيس الوزراء هذا الأسبوع، وبمناسبة اليوم العالمي للشباب، للحديث حول قضايا الشباب ومسؤولية السلطة الوطنية في رعايتهم واحتضانهم والاستجابة لمتطلباتهم، وقال: ” تتزايدُ أهمية هذه المناسبة في بلادنا التي يُعتبر المجتمعُ فيها فتياً بامتياز، حيث تبلغ نسبة الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة حواليّ 30% من إجمالي السكان، وبواقع مليون وثلاثمائة ألف شاب”، مُشيراً إلى أن إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينيّ تؤكد على أن مجتمعنا سيبقى يافعاً وفتياً خلال العقدين القادمين أيضاً.
وشدد فياض على أن أهميةُ هذا القطاع لا تكمنُ فقط في حجمه، بل كذلك في مكانته على صعيد المجتمع ومستقبله، وقال: “لقد لعب شبابُنا دوراً ريادياً وهاماً في رحلة شعبنا وسعيه المتواصل لنيل حريته واستقلاله، وساهموا في حماية وصون الهوية الوطنية على مر المراحل المختلفة، وشكلوا ركيزةً أساسيةً من ركائز النضال الوطنيّ والبناء الديمقراطيّ”.
واعتبر فياض أن قصص النجاح التي يُسطرها شبابنا وشاباتنا يومياً في كافة مجالات الحياة تؤكد جدارتهم الفعلية كصُنّاعٍ للتغيير، وقادة وبُناة مستقبل أفضل لهم ولشعبنا، وهي تضع على عاتق الجميع مسؤولياتٍ إضافيةً كبيرةً وُمتزايدةً لاحتضان ورعاية هذا القطاع الحيويّ والعريض، وتعزيز الاهتمام به وتلبية احتياجاته ومتطلباته، بل وتمكينه من المشاركة الحقيقية في صنع القرار، وبلورة الحلول الملموسة لقضاياه المتنوعة.
وقال: “إن معدلات النجاح العالية في امتحانات الثانوية العامة سنوياً تُبرز الطاقة الهائلة الكامنة لديهم، كما أن مشاركة عدد منهم في أولمبياد لندن لعام 2012 ورفع علم فلسطين فيها، مُتحدين كافة العراقيل والمعيقات، بالإضافة إلى انخراطهم في العديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات المُجتمعية، وتوقهم لتكريس حقوقهم في المواطنة، بما في ذلك حرية التجمع والتعبير والإبداع والمُشاركة السياسية والاجتماعية، تُبرز كلها جاهزيتهم وقدرتهم على الإسهام الحقيقيّ في ورشة العمل والبناء الشاملة بكل مكوناتها”.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة فتح الآفاق لتعزيز مشاركة الشباب كماً ونوعاً في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، والارتقاء بمستوى الرعاية والخدمات التي تُقدم لهم، إضافةً إلى بلورة الحلول الملموسة للقضايا والمشكلات التي يواجهها هذا القطاع، وبما يُساهم في بناء قياداتٍ شابة مؤهلة ومُدربة وقادرة على الإسهام في النهوض بطاقات شعبنا وبقدرته على إنجاز أهداف مشروعه الوطني التحرري، واعتبر أن كل هذا يستدعي التقدم بمبادراتٍ خلاّقة للإسهام في إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، تقومُ على ضرورة إشراك المواطن والشباب بصورةٍ خاصة في تحمل المسؤولية الوطنية لإغلاق هذا الفصل المأساوي في حياة شعبنا.
وأكد فياض على أنه وأمام هذا المأزق وما يُواجه الشعب الفلسطيني من تحديات، لم يعد من خيارٍ لتحقيق هذا الهدف سوى العودة للشعب، والتقدم بثقة نحو الانتخابات سواء المحلية أو العامة باعتبارها الرافعة الأساسية لاستنهاض طاقات شعبنا، وحماية انجازاته الوطنية والديمقراطية، وبما يُساعد في التصدي للقضايا والمعضلات الأساسية الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يُواجهها شعبنا والنظام السياسيّ الفلسطينيّ وبما يوفر متطلبات إعادة بنائه على أسسٍ ديمقراطية تُكرس المواطنة وتُعزز المشاركة في مواجهة هذه التحديات.
وقال: “الانتخابات هي استحقاقٌ دستوريّ للمواطن على النظام السياسيّ برمته، وتُمكن جموع الشباب الذين بلغوا السن القانونية من المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم ومستقبلهم”.
واعتبر رئيس الوزراء أن تطلعات شبابنا للحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية تشكّلُ سبباً إضافياً لإعادة صياغة الأولويات والسياسات القادرة على الاستجابة لاحتياجات الشباب، وقال: ” نحنُ نُدركُ تطلعات شبابنا وحاجتهم، كما شباب المنطقة بأسرها، للحرية والكرامة والديمقراطية والمشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان. وهذا يُشكّلُ بالنسبة لنا سبباً إضافياً لإعادة صياغة الأولويات والسياسات القادرة على مواكبة هذه التطورات والتغييرات، والاستجابة لاحتياجات الشباب ومطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا بل والسياسية أيضاً.
وحول إيجاد حلول للحد من ظاهرة البطالة سيّما في أوساط الخريجين، دعا رئيس الوزراء إلى تعزيز التكامل وتوزيع الأدوار بين مؤسسات القطاع الحكوميّ من جهة، والقطاعين الأهليّ والخاص من جهةٍ ثانية، ودعا أيضاً إلى العمل على استمرار الحوار مع كافة مكونات المجتمع لتحديد الأولويات والتدخلات اللازمة لتطوير رزمة الخدمات المُقدمة إلى قطاع الشباب وضمان استجابتها للتحديات الراهنة.
ووجه فياض كلمة إلى شابات وشباب فلسطين بقوله: “أنتم مصدر قوتنا وصُنّاع التغيير وبُناة المستقبل. معكم وبكم، إن شاء الله، سنكونُ قادرين على بناء مستقبلٍ أفضل لفلسطين التي لا وطن لنا سواها. “. وهنأ رئيس الوزراء في نهايه حديثه، الشعب الفلسطيني وشعوب الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد.