شفا – علقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على قرارات الرئيس المصري محمد مرسي بالتغييرات المهمة في المؤسسة العسكرية، وقالت في افتتاحيتها: إن المسئولين الإسرائيليين فوجئوا على ما يبدو بقنبلة مرسي في رمضان التي أحال فيها وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي وعددًا من كبار القادة العسكريين إلى التقاعد، وقام بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي قيد من سلطاته.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الإسرائيليين، لم تذكر اسمه، قوله: إن هذه القرارات تمثل تطورًا مهمًّا للغاية. مشيرًا إلى أن إسرائيل تراقب الموقف عن كثب.
ورأت الصحيفة أن مرسى ربما استغل الوضع المتفجر في سيناء بعد حادث الهجوم الإرهابي، الذي وقع الأسبوع الماضي وأودى بحياة 16 من قوات حرس الحدود المصرية، للقيام بالتغييرات الكاسحة في الجيش المصري.
غير أن محللين يتساءلون عمَّا إذا كانت تلك القرارات تمثل مصر الجديدة التي يستجيب فيها القادة العسكريون لقرارات رؤسائهم المدنيين أم أنها مجرد صفقة خلف الأبواب المغلقة بين الجيش ومرسي، بهدف تحقيق الخروج الآمن لجنرالات المجلس العسكري دون أن يحاكموا على أي جرائم ارتكبت خلال الفترة الماضية؟
وتتابع الصحيفة قائلة إنه أيًّا كان الأمر فإن مرسي و”الإخوان المسلمين” قد برزا الآن باعتبارهما المنتصرين الحقيقيين فى ثورة العام الماضي، فقد اكتسحا السلطة في البرلمان وفي الجيش أيضًا.
وتوقعت جيروزاليم بوست أن تكون الخطوة التالية للإخوان هي صياغة دستور جديد، وقالت: “دعونا نأمل لصالح الشعب المصري أن يمهد ذلك الطريق لنظام ديمقراطي، وليس لنظام استبدادي آخر”.
من ناحية أخرى نقلت الصحيفة تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي السابق والنائب الحالي بالكنيسيت بنيامين بن إليعازر التى قال فيها: إن على إسرائيل أن تستعد لاحتمال أن تنهار معاهدة السلام مع مصر، فالإخوان المسلمون سيكونون دائمًا هم الإخوان المسلمين، ويجب أن نكون مستعدين لأسوأ سيناريو، وهو احتمال المواجهة العسكرية.
في حين أوصى يسرائيل حاسون، من حزب كاديما، ونائب المدير السابق للشين بيت، حكومة بنيامين نتانياهو بإيجاد طريق لبدء حوار مع الرئيس المصري الجديد. وقال: إننا بحاجة للحديث مع رئيس الدولة المصري بشكل حساس ومعقول.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: إن هذا بالتأكيد هو الوقت الذي يجب أن تحاول فيه إسرائيل تطبيع العلاقات مع مرسي بعد فترة طويلة من السلام البارد في ظل حكم مبارك.