السلطان عباس بقلم : النائب ماجد أبو شمالة
لم يعد خافيا على أحد، أن الرئيس عباس تجاوز مرحلة “لا أريكم إلا ما أرى ولا أُسمعكم إلا ما أسمع”، ووصل إلى المرحلة التي وصفها الشاعر نزار قباني قائلا أيها الناس: لقد أصبحت سلطانا عليكم.. فكسروا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني.. احمدوا الله على نعمته فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ والتاريخ لا يكتب دوني.. كلما فكرت أن أعتزل السلطة ينهاني ضميري.. من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين.. كلما فكرت أن أتركهم فاضت دموعي كغمامة.. وتوكلت على الله وقررت أن أركب الشعب من الآن.. إلى يوم القيامة.
لقد تجاوز حكمه فترته القانونية وظل يجاهر بأنه الرئيس الشرعي وسحج المسحجون للثابت على الثوابت، وطبل المطبلون لشرعية الرئيس بعد أن تجاوز الشرعية كرئيس منتخب لأكثر من ١٥ سنة، وصمتت الفصائل وصمت الشعب وقد يموت وهو على شرعيته المزعومة، وشكل محكمة دستورية خارج القانون وسحج المسحجون واستنكر المستنكرون وصمت الباقون وصارت المحكمة أمرا واقعا وحًل المجلس التشريعي خارج القانون الأساسي وطبل المطبلون وشجب الشاجبون وصمت الباقون وأصبح القرار نافذاً في المحافظات الشمالية على الأقل.
وانتهك حُرمة القضاء وشكل مجلس القضاء الأعلى على مقاسه وسحج المسحجون وأدان الدائنون وصمت الباقون وصار القضاء يدار من مكتبه المٌيمون وفصل منظمة التحرير على مقاسه وهلل المهللون ورفض الرافضون وشارك المستفيدون وصمت الباقون، وانتهى الأمر بتحويل المنظمة لأداة يحركها ويفعلها متى شاء ويخدرها ويُهمشها متى يشاء وها هو بعد أن خرج علينا مزمجرا بأنه في حلِ من كل الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي، عاد للالتزام بالاتفاقيات والتنسيق الأمني بعد أن ألتزم الجانب الإسرائيلي حسب ادعائه بالاتفاقيات التي تحلل منها ولم يتحلل منها الاحتلال وطبعا في كل مرحلة يطبل المطبلون وينتصر المنتصرون.
وشئنا أم أبينا ساهمنا جميعا في جعل الرئيس عباس يؤمن بأن الشعب الفلسطيني والفصائل الوطنية والإسلامية مجرد ظاهرة صوتية لا حول لها ولا قوة، وأي قرار يحلم به ينفذه ويدرك بأنه سيرى شجبا وأدانة ورفضا واستنكارا، لكنه سيصبح قرارا نافذا ويعلم بأنه لو دعا لجنته التنفيذية غدا للاجتماع سيرى بعض من أدانوا واستنكروا أول الجالسين على طاولة الاجتماع وربما يحمل البعض منهم طلبات المساعدة للمقربين والأحباب.
ومع كل ذلك، لا زلت مؤمنا بأن شعبنا وفصائله الوطنية والإسلامية قادرة على إنهاء هذه المهزلة بخطوات وبرنامج يجبره على الذهاب للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ولكن هذا يستوجب أن تغلق الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني الحية أمام الرئيس عباس باب استخدام الشعب والفصائل كلما قرر ذلك وحينها لن نعدم الوسائل الكفيلة باعتباره فاقدا للأهلية القانونية ..