شفا – قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح، الدكتور عبد الحكيم عوض، إن إعلان السلطة عودة العلاقات مع الاحتلال كان متوقعًا، والجميع كان يتوقعه، ولكن المستغرب كان هذا التحول في فكر الرئيس عباس باللجوء إلى الفصائل ومسار إعادة اللحمة والمصالحة الفلسطينية، لأنها ليست طريقة تفكير أبو مازن.
وأكد أنه من غير المستغرب أن يعود عباس لطريقة تفكيره وموقفه التقليدي في علاقته مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا، “ما حدث يؤكد أن إدارة الملف الفلسطيني هي إدارة فردية وذاتية وشخصية حتى اللحظة”.
وأضاف “عوض” خلال لقائه الأسبوعي مع برنامج “بصراحة” الذي يقدمه الإعلامي محمد سليمان، على قناة “الكوفية”، أن ‘أبو مازن ضرب عرض الحائط بموقف الإجماع الوطني والكتل الفلسطينية والفصائل، واتخذ مثل هذا القرار، بعيدا عن الإجماع الوطني”.
وتابع، أن قرار عودة العلاقات مع العدو الإسرائيلي اتخذ بمعزل عن فتح والمجلس الوطني والمجلس المركزي والأمناء العامين للفصائل، وصدر عن أبو مازن بمفرده، الذي سجل عدة أهداف في المرمى الفلسطيني، منها أنه ضرب عرض الحائط بالإرادة الشعبية الفلسطينية، وانقلب على قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين، وانقلب على مسار المصالحة الوطنية والوحدة، كما منح شهادة جودة لكل اتصال مع الاحتلال، كما أنه استخف بالإجماع الوطني الفلسطيني، وأكد على سطوة الفرد في الإدارة والقيادة بعيدا عن كل المكونات الفلسطينية”.
وشدد على أن عباس لم يعط أي اعتبار للمؤسسات الشرعية الفلسطينية وهي طبيعة “عباس”، ولكن الأخطر أنه غيب المؤسسات الفلسطينية وأصبحت الأمور تدار من قبله فقط، كما أنه لا يبالي بطبيعة هذه المؤسسات التي وضعت في موقف محرج بعدما اتخذ القرار في غيبتهم.
وأوضح، أن الجريمة الكبرى في هذا القرار أنه أعاد العلاقات مع الاحتلال بورقة ليس فيها أي التزام سياسي على الاحتلال، مضيفاً، “لم أندهش من قرار عودة العلاقات، لأنها لم تنقطع في الأساس”.
وشدد على أن الرهان على إدارة بايدن في الوقت الحالي في غير محلها لأن بايدن سيضع كل اهتمامه لإصلاح أموره الداخلية التي تتطلب منه 3 سنوات على الأقل، ما يجعله “مش فاضي” لملفات المصالحة والمفاوضات والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالأساس.
وأكد “عوض”، أن الغريب في قرار عودة العلاقات مع الاحتلال هو تسويقه على اعتبار أنه “انتصار للشعب الفلسطيني وانتصار لصمود الرئيس محمود عباس”، خاصة أننا لم نحصل على أي فائدة من هكذا قرار، مشيرا إلى أن الحديث عن استعادة أموال المقاصة مقابل عودة العلاقات ليس انتصارًا لأنها حقوق وأموال الفلسطينيين في الأساس.
واستنكر “عوض” تصوير الأمر على أنه انتصار لفلسطين، مضيفًا، “ربما هو انتصار لأن هناك طرف فتك بالإجماع الفلسطيني، ووجه ضربة قاسمة لحوارات فتح وحماس في القاهرة”.
وعن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لمستوطنة مقامة على أراضي الضفة الغربية، علق “عوض” قائلًا “بومبيو يؤكد حتى الرمق الأخير في عمر إدارة ترامب على هذا الانحياز والتلاصق الكبير من قبل الإدارة الأمريكية مع الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه”.
وأشار إلى أن زيارته للضفة ومناطق فلسطينية وفق اتفاقيات أوسلو، ما هو إلا حلقة من حلقات “خطة ترامب” التي شجع خلالها على استمرار الاستيطان وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، حتى يقضى على أي إمكانية لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وشدد على أن المستغرب أن يأتي قرار عودة العلاقات مع الاحتلال بالتزامن مع زيارة بومبيو لمستوطنة في الضفة.
وانتقد “عوض” قرار السلطة بإعادة العلاقات مع الاحتلال، قائلاً: “من ناحية الاحتلال ضحك على القيادة الفلسطينية بورقة، ومن ناحية أخرى القيادة الفلسطينية قبلت أن يكون مضحوكا عليها بهذه الورقة، حيث تواصل سلطات العدو الإسرائيلي مشروعها الاستعماري وقضم الأراضي الفلسطينية، وتدمير أي محاولة للوصول إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوصول في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وشدد عضو المجلس الثوري في حركة فتح، على أن زيارة بومبيو لن تصبغ الشرعية بأي حال على مستعمرة الجولان المحتلة ولن تصبغ الشرعية على الاحتلال، لأنه يعلم وحكومة الاحتلال تعلم أيضا أنه ما دام هناك نفس فلسطيني يطالب بحقوقنا فإن الاستقرار سيغيب عن هذه المنطقة، وبالتالي فإن هذه الزيارة ستذهب كما ذهب غيرها.
وأكد “عوض”، أن كل أبناء الشعب الفلسطيني مؤمنون بأن حال هذا الشعب سيتغير، وأن هذه الحقبة السوداء من تاريخه ستنتهي، وأن الشعب الفلسطيني سينجز المصالحة وسينتبه لكل المخاطر التي تحدق به، وسيكمل مسيرة النضال والكفاح حتى يحقق كامل أهدافه.