شفا – قال محرر الشئون العربية في صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية بوعاز بيسموت إن خطورة التعيينات الجديدة التي أقرها الرئيس المصري محمد مرسي تعود وبالدرجة الأولى إلى حالة المجهول التي باتت عليها “إسرائيل” الآن، عقب الإتيان بأسماء لا تعرفها بداية من وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي، أو رئيس الأركان الجديد صدقي صبحي.
وأشار بيسموت في مقال له الاثنين إلى أن المشير طنطاوي والفريق سامي عنان لم يكونا من المتحمسين لبناء علاقات قوية مع “إسرائيل”، أو حتى تعميق التعاون الأمني معها، غير أنهما في النهاية حافظا على الحد الأدنى من السلام معها.
ولفت إلى أنهما حرصا على التعاون معها نسبيا وبالقدر الذي كان يحدده الرئيس المخلوع حسني مبارك أو رئيس المخابرات الراحل عمر سليمان، الذي كان بمثابة المسئول الأول عن ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية، على حد قول المحلل الإسرائيلي.
وقال بيسموت في نهاية المقال إن الشخصيات، التي كانت تطمئن “إسرائيل” والتي كانت بمثابة صمامات للأمان في منظومة العلاقات المصرية- الإسرائيلية بدأت في الرحيل من المشهد، سواء السياسي أو العسكري المصري، وهو ما يبعث بكثير من القلق والريبة على مسار العلاقات المصرية- الإسرائيلية في المستقبل.
وكان مرسي اتخذ أمس قرارين مفاجئين أحال بأحدهما على التقاعد المشير طنطاوي والفريق عنان، معيّنا إياهما مستشارين له، وألغى بالثاني إعلانا دستوريا مكملا أقره المجلس العسكري -الذي أدار شؤون مصر بعد الإطاحة بـ حسني مبارك- قبيل انتخابه رئيسا في جولة إعادة جرت في يونيو/حزيران الماضي، وخص المجلس فيه نفسه -دون الرئيس- بشؤون الجيش، مستعيدًا في الوقت نفسه سلطة التشريع.
وقد حل اللواء عبد الفتاح السيسي –بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول- محل طنطاوي وزيرا للدفاع، فيما حل اللواء صدقي صبحي -الذي كان قائدا للجيش الثالث الميداني في السويس- محل عنان رئيسا لقيادة الأركان، وقد أدى الفريق أول السيسي واللواء صدقي صبحي اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري.
وأعفت القرارات – التي وصفها متحدث باسم مرسي بالسيادية- عددا من قادة المؤسسة العسكرية من مناصبهم، إلى جانب تعيين نائب للرئيس، متمثلا في القاضي محمود مكي (أخ وزير العدل الجديد أحمد مكي) الذي عرف بمناهضته أساليب التزوير في عهد نظام حسني مبارك.
وقبل ثلاثة أيام تقريبا، كان مرسي أعفى مدير المخابرات مراد موافي من منصبه، بعد هجوم دام في سيناء قتل فيه 16 من شرطة الحدود المصرية. وقالت رويترز إن الهجوم ربما فتح الطريق لمرسي ليتخذ قراراته.