الأمعري وبلاطة حكاية المخيمات في ضفتنا وغزة والشتات بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
المخيمات الفلسطينية ومنذ لحظة الهجرة القصرية الناتجة عن الاحتلال الاسرائيلي للأرض المحتلة فلسطين ، واستقرارها على هيئة تجمعات بشرية مؤقتة إلى حين أن قررت الأمم المتحدة إحالتهم إلى تجمعات في خيام مستهلكة عنوانها رقم بطاقة اللجوء لاستلام التموين من سردين وملابس بالية وطحين ، استدرك اللاجئ حينها وبعد تفكير وطني عميق لزوماً عليه أن يشق الطريق ويرفض المساعدة مدفوعة الثمن من الغريب والصديق ، لينطلق اللاجئ من جديد عبر تحديد الهدف الوطني الأسمى بكل تأكيد ، ليعلن نشأة الثورة الفلسطينية المعاصرة من نار وحديد لمواجهة المحتل الغاصب بكل قوة وعزم ليعيد شمس الحرية الى اطلالتها ويصهر الجليد.
المخيمات الفلسطينية لغة العصر النضالية التي اشتقت طريق خطاها من عيون الكرامة الانسانية ، ونهضت وسارت نحو الحرية وفق رؤية وطنية وحالة نضالية لتكون العنوان الرئيسي لمكونات الوطن الممتد عشقاً للثورة والقضية دون مكتسبات أو انجازات تصنف في الدوائر الشخصية ، لأن المخيم المقصلة وحبل المشنقة والعين الخارقة لكل الأيادي العابثة والمارقة التي تفكر ولو للحظة من استهداف المخيم بكافة مشتقاته وتفاصيله السياسية والوطنية ، لأن المخيم الكتاب العارف والجرح النازف الذي ارتضى لنفسه أن يكون الضحية على طريق الحرية والدولة المستقلة.
مخيم الأمعري ومخيم بلاطة إحدى العناوين الوطنية النضالية التي كتبت تاريخ حضارتها السياسية بالدم نكتب لفلسطين ، وليس من خلال الاستحواذ على المناصب والمكاسب من الشخوص الانتهازية التي تدعي زوراً الوطنية وتحاول الالتصاق بالمخيم حينما اقتضت الضرورة الشخصية أو السياسية ومن ثم يولون الأدبار هاربين من دفع فاتورة الاستحقاقات الوطنية قبل الانسانية للمخيم الكاشف زيف حقيقتهم وتلون وجوههم العكرة كلما اقتضت الضرورة السياسية.
مخيم الأمعري وبلاطة هما عنوان الثورة والانطلاقة ، وهما شمس الحرية القادمة الممتلئة حيوية وإشراقة ، وهما حكايات المخيمات الممتدة عشقا الى كافة مخيمات الضفة وغزة والشتات ، لأن الأمعري وبلاطة بها الأحرار المناضلين عنوان الصمود والثبات في وجه الغزوات والنزوات التي طالتها من مداهمات واعتقالات سياسية ومحاكمة المخيم على خلفيته الوطنية الفتحاوية من أولئك الطارئين القادمين من زمن ردئ وعفن لا يفقهون سوى لغة القبضة الحديدية والعصا البوليسية واستباحة الدماء القائمة على مزاجية النفس والأهواء والامعان في البطش والاستقواء على المناضلين والأحرار من كوادر تيار الاصلاح الديمقراطي الجذر المتأصل للأيقونة النضالية والهوية الفتحاوية.
رسالتنا …
رسالتنا أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ، وعلى رأسها مخيم الأمعري وبلاطة وهنا الحديث مباشراً وبطلاقة للعابثين في المقدرات الوطنية والنضالية من أصحاب الأجندات الخاصة والمتنفذة في سلطة رام الله ، ارفعوا أيديكم عن المخيمات ولا تقوم متعمدين بزج أبناء الأجهزة الأمنية في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل ، حتى لا يكونوا ضحية مؤامرات تحاك من شخصيات من أجل تصفية الحسابات ، ولهذا المطلوب من الأحبة أبناء الأجهزة الأمنية في ضفتنا الغربية أن يرفضوا الدخول في آتون حرب المخيمات وأن لا يكونوا الضحية لفرض المعادلات والتوازنات الخاضعة للحسابات الخارجة عن الأهداف الفلسطينية والمصلحة الوطنية والتي على رأسها تنظيمياً حركتنا الرائدة فتح ، ولم ولن ننسى دماء المناضلين الأحرار فكل التحية والعز والفخار لروح الشهيد “حاتم أبو رزق” الفتحاوي الثائر المغوار.