شفا – حملات تحمل كل معاني العنف والكراهية تبنتها شخصيات فرنسية على مدار الأسابيع الماضية، نشرت من خلالها رسومًا مسيئة للدين الإسلامي على جدران المنشآت العامة، ما أثار غضب المسلمين حول العالم وجاء ردهم على تلك الإساءات بتدشين حملات مقاطعة لجميع البضائع والمنتجات الفرنسية.
فيما أعلنت العديد من الدول العربية استنفارها واستياءها من الإساءة للدين الإسلامي باعتبارها ممارسات تدعو إلى العنف والكراهية والإرهاب، وتستعرض “الدستور” في التقرير التالي موقف الدول العربية من تلك الممارسات.
كانت مصر على رأس الدول العربية التي استنكرت وأعلنت رفضها لحملات الإساءة للدين الإسلامي، وكان ذلك من خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية ذکری المولد النبوي الشريف التي نظمتها وزارة الأوقاف، وسط حضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والوزراء وكبار رجال الدولة، وشخصيات حكومية وسياسية وإعلامية ودينية.
قال الرئيس السيسي في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالمولد النبوي إن الإساءة للأنبياء والرسل هى استهانة بقيم دينية رفيعة، ولا يمكن تحميل المسلمين كافة انحراف فئة قليلة، كما أنه يجب على كل مسلم التحلي بأخلاق سيدنا محمد.
وجاء رد الأزهر الشريف واضحًا إذ أعلن مجلس حكماء المسلمين بالأزهر الشريف رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لمقدسات الدين الإسلامي، معلقًا على أن تلك الممارسات العنيفة ضد الدين الإسلامي تنافي مبدأ الحريات والإخاء، فيما سيشكل المجلس لجنة قانونية لملاحقة الصحف الفرنسية قضائيًا.
كما رفضت المملكة العربية السعودية أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب مستنكرة الرسوم المسيئة للنبي محمد، وكشفت إحدى وكالات الأنباء بالسعودية نقلًا عن وزارة الخارجية السعودية أن المملكة “تدين كل عمل إرهابي أيا كان مرتكبه وتدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام”.
وصرحت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة السعودية أن الإساءة إلى الأديان الأخرى وعدم احترام مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضر أنبياء الله ورسله، وإنما تلك الممارسات العنيفة تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء العنف والكراهية بين الشعوب والمجتمعات المختلفة.
وفي ليبيا، استنكرت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق خطاب الرئيس الفرنسي وتصريحاته الرسمية بشأن استمرار الإهانة للدين الإسلمي وعدم التدخل لوقفها، الأمر الذي رفضته حكومة الوفاق لأن هذه الإساءات تغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية وينتج عنها في الأخير توتر العلاقات الفرنسية مع العالم الإسلامي.
لم يختلف موقف دولتي الجزئر والمغرب عن بقية الدول العربية، اللذان وصفا الرسوم المسيئة للمسلمين بأنها أفعال تعكس مدى الكراهية والعنف في نفوس مقترفيها، ولا يجب اعتبار تلك الممارسات ضمن حرية الرأي والتعبير، لأنها تخترق قدسية الدين الإسلامي وتثير مشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم.
يذكر أنه في عام 2018 أعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الإساءة للأديان الأخرى لاسيما الدين الإسلامي لا تندرج تحت حرية التعبير.