شفا – يبدوا ان حماس تسير في طريق ان تفرض نفسها بديلا عن السلطة وفتح حتى في الساحة التي كانت طالما لقيادات السلطة وفتح هي المحطة الاولي في الاستشارة بالقرار السياسي في مراحل القضية الفلسطينية، الرئيس الشهيد ابو عمار ومن بعده الرئيس ابو مازن حتي قيادات الصف الاول في فتح والذين يحظون برضي الفتحاويين والشارع الغزي تعتبر مصر المحطة الاولى لهم في اي تحرك سياسي دولي للنهوض بالقضية الفلسطينية .
ولكن يبدوا ان حماس ترى ان طريقها السياسي يجب ان يسير بنفس الخط السياسي التي تسير عليه فتح والسلطة الفلسطينية كون مصر هي البوابة والمنفذ الوحيد لقطاع غزة .
وكشفت مصادر دبلوماسية شديدة الاطلاع على الاجتماعات التي جرت مؤخراً بين الرئيس المصري محمد مرسي وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ان مشعل طلب من الرئيس المصري وذلك بعد مقدمات قدمها حول وضع حركته بعد الخروج من سوريا والتشرذم الذي لحق بقيادتها كل في دولة ان توافق مصر على فتح مكتب تمثيل للحركة في القاهرة والتي تعتبر العاصمة المصرية التي ترعي كافة القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني .
واقترح مشعل تعيين القيادي بالحركة والناطق الاعلامي باسمها ايمن طه لادارة المكتب والذي تربطه علاقة جيدة بالمخابرات المصرية بحكم انه كان عضوا بوفد حماس للحوار .
واكد المصري ان الرئيس المصري خلال الاجتماع لم يعارض الفكرة ولكن لم يوافق عليها واكد لوفد حماس انه سيقوم بدراسة هذه الخطوة مع الجهات المختصة لكي يضع الترتيب اللازم لها وفق النظام والقانون المعمول به بالجمهورية .
ويقول المصدر الدبلوماسي ولكن يبقي هذا المشروع مرهون بانعكاسات نتائج التحقيق بتفجيرات سيناء التي راح ضحيتها جوالي 16 جنديا مصريا وحول امكانية اثبات اذا كان دور لحماس في هذا الشأن ام لا .
ويشكل فتح مكتب تمثيل لحماس بالقاهرة خطرا كبيرا على حركة فتح التي تسيطر على الساحة المصرية منذ زمن طويل وخاصة بعد وصول جماعة الاخوان المسلمين للحكم والتي بدورها على ارتباط تنظيمي بحركة حماس والذي من شانه يجبرها على تقديم بعض الامتيازات لتلك الحركة .
واذا ما حدث ذلك سيكون هذا هو التصريح الاول لحماس بممارسة انشطتها وتقديم خدماتها للفلسطينيين سواء المقيمين في مصر منذ زمن طويل او الذين يترددون على الساحة المصرية على فترات وهذا يشكل خطرا كبيرا على فتح اولا التي تعاني من ازم مالية وليس لديها الامكانيات الملائمة للسيطرة على الساحة في مجال الخدمات وعلى الجسم التمثيلي للسلطة المتمثل بالسفارة الفلسطينية كونها محسوبة على السلطة الفلسطينية وحماس على نظام الاخوان الذين يقودون مصر الآن .