شفا – تسارعت خطى التحقيقات في ملف تدبير الاستخبارات التركية، عمليات تصفية جسدية في الأراضي النمساوية، وسط غضب كبير في أروقة الحكومة.
بدأت القصة، عندما سلم فواز أوزتورك، وهو تركي يحمل الجنسية الإيطالية، نفسه للشرطة النمساوية قبل أسابيع، وأبلغها بأنه مكلف من جهاز الاستخبارات التركي “إم آي تي”، بتنفيذ هجمات في فيينا.
وكانت الرواية صعبة التصديق في البداية، حتى أن الشرطة شككت بجدية في أقوال الرجل، وفق صحيفة “كورير” النمساوية.
لكن خيوط المخطط تكشفت مع دخول هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية”، في التحقيقات مع أوزتورك، الذي عمل لسنوات طويلة كعميل سري للاستخبارات التركية.
ووفق التحقيقات، فإن أوزتورك تجسس لسنوات على النمسا، لصالح تركيا.
وقال أوزتورك في التحقيقات إن “جهاز الاستخبارات التركي أمره باغتيال الأكاديمية والسياسية النمساوية ذات الأصول الكردية، بريفان أصلان، بالرصاص، لكنه يرفض ذلك، ويريد حماية السلطات النمساوية”.
كما شملت قائمة اغتيالات الرجل سياسيين نمساويين منتقدين لنظام أردوغان مثل عضو البرلمان النمساوي السابق، بيتر بيلتس، الذي كشف قبل سنوات فضيحة تجسس تركيا على المعارضين الأتراك في النمسا، وفق التحقيقات التي نشرت صحيفة “كورير” مقتطفات منها، الأربعاء.
ووفق اعترافات أوزتورك، تخطط الاستخبارات التركية لشن هجمات تثير الفوضى في فيينا.
وأكدت وكالة الأنباء النمساوية أن السلطات جددت، الحبس الاحتياطي لأوزتورك على ذمة التحقيقات، رغم رفض الادعاء العام الحديث عن القضية ووصفه التحقيقات بـ”السرية”.
فيما نقلت صحيفة “أوسترايش ٢٤” الصادرة، الأربعاء، عن وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، قوله: “إذا كان رجب طيب أردوغان وتركيا يحاولان تأسيس شبكة من الجواسيس في النمسا، فلابد أن يكون لذلك عواقب قوية”.
وتابع: “كل شخص يهدد نظامنا وقيمنا يجب أن يتوقع أننا سنواجه ذلك بكل قوة”.
فيما قالت وزيرة الاندماج سوزان راب “لطالما كان نفوذ تركيا في النمسا حقيقة خطيرة”.
وتابعت: “سنعمل على وقف هذا النفوذ لأن النمسا يجب أن تكون من المحرمات تمامًا على أردوغان”.
وتمر العلاقات النمساوية التركية بتوتر كبير بعد تسبب أذرع أردوغان، وبالأخص تنظيم الذئاب الرمادية الإرهابي، في إحداث حالة من الفوضى في فيينا بعد هجوم عناصره على مظاهرة ضد الفاشية في يونيو/حزيران الماضي، ثم اكتشاف خلية تجسس تركية على المعارضين الأتراك في الأراضي النمساوية في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن المرجح أن تشعل قضية أوزتورك واعترافاته أزمة جديدة بين البلدين وتفاقم التوتر.