شفا – شهدت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية واقعة تضاف إلى السجل الحقوقي المزري لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، كان مرتكبوها جنود أتراك قاموا بإلقاء 2 من المواطنين من إحدى المروحيات بشكل يخلو من الرحمة أو الإنسانية.
جاء ذلك بحسب ما تداولته العديد من وسائل الإعلام المحلية، وأكدته سجلات أحد المستشفيات التي أشارت إلى تعرض أحد المواطنين لإصابات خطيرة، فيما يعاني الثاني من فقدان للذاكرة جراء الحادث.
ووقع الحادث في ولاية “وان” جنوب شرقي تركيا، وتحديدًا بمنطقة “تشاطاق” حيث تم إلقاء كل من عثمان شيبان، وثروت تورغوت من إحدى المروحيات العسكرية قبل 3 أيام.
وهذا ما أكده المستشفى التعليمي بولاية “وان” ليكذب بذلك رواية حاكم الولاية الذي قال إن “أحد الرجلين سقط من منحدر صخري أثناء فراره من الجنود”.
الرجلان بحسب المصادر، تم توقيفهما في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، وبعد يومين من ذلك تمكنت عائلتاهما من تحديد مكانهما في المستشفى التعليمي بالولاية، بعدما نقلا إليها عقب تعرضهما لحادث الإلقاء من المروحية العسكرية.
الحادث أثار ردود فعل كبيرة في تركيا، لا سيما بعد أن أكدتَ المستشفى أن “من أحضر الرجلين قال إنهما سقطا من إحدى المروحيات، وهذا يعني أنهما لم يسقطا بمحض إراداتيهما، وإنما تم إسقاطهما منها”.
وأسفر الحادث عن إصابة عثمان شييان بفقدان في الذاكرة، فيما يعاني ثروت تورغوت من حالة صحية حرجة.
المعارضة التركية، لا سيما حزب الشعوب الديمقراطي، الكردي، أعربوا عن استنكارهم للحادث مطالبين الحكومة، ووزيري الداخلية، سليمان صويلو، والدفاع، خلوصي آكار، بتوضيح ملابسات الحادث.
وفي هذا الإطار قدم طيب تَمَل، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي، استجوابًا إلى البرلمان بخصوص الواقعة، مطالبًا وزير الداخلية بالرد عليه.
الحزب الكردي كان قد أصدر في وقت سابق بيانًا، حول الحادث، قال فيه إنه “رغم مرور 10 أيام على الواقعة، لم تصدر الحكومة، ولا السلطات المحلية، أي بيان”.
وتابع: “إذا لم يتم ارتكاب هذه الجرائم بناء على أوامر من الحكومة، فعليها إصدار بيان على الفور، وإلا فإن هذا الصمت سيُسجل في التاريخ باعتباره اعترافاً بجريمة وقبولها”.
كما أن مصطفى ينر أوغلو نائب رئيس حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة باباجان، قدم استحوابًا مماثلًا مطالبًا وزير الدفاع بالرد عليه لمعرفة ملابسات الواقعة.
في سياق متصل، لفت المحامون إلى أنهم حاولوا التحدث إلى المواطن عثمان شيبان بشأن الواقعة، إلا أنه لا يستطيع وصف ما حدث بعد الاحتجاز، موضحين أنه “في بعض الأحيان يقول ألقوا بنا”.