في رحاب خطاب الرئيس المرتقب ! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
أيام قليلة مرتقبة وسيعتلي الرئيس محمود عباس منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ليوضح الرؤية الفلسطينية القادمة من جديد للمجتمع الدولي ، في اطار التحولات والتغيرات التي تعصف بالإقليم، على إثر تطبيع بعض الدول العربية الشقيقة مع دولة الاحتلال.
حسب ما يتم تداوله اعلامياً لخطاب الرئيس المرتقب ، سيتناول الرؤية الفلسطينية القادمة ،التي ستكون بمثابة قرارات عملية لمحددات المرحلة المقبلة ، واجراءات ستتخذ حيال ترتيبات الواقع القادم ، ضمن أبعاد ستحمل الكثير من التغيرات للسياسة الخارجية الفلسطينية ، في وقت يتزامن مع تحريك العديد من الملفات السياسية الداخلية العالقة ، والتي على رأسها انهاء الانقسام وانجاز المصالحة ، والذهاب مباشرةً لتجديد الشرعيات وإجراء الانتخابات العامة.
في مجمل ما تم طرحه من رؤية ومضمون لخطاب الرئيس المرتقب ، لابد من الرئيس أن يتخذ الصبر الوطني طريقاً لطرح الموقف الفلسطيني من جديد، واضعاً نصب عيناه سيرة ومسيرة وحنكة الشهيد الخالد ياسر عرفات في ادارة هكذا مواقف، التي كانت على الدوام تبعث في معطياتها ونتائجها تدفق وتجديد التعاطف العربي والدولي مع شعبنا وقضيته ، في اطار الطرح المتوازن البعيد عن الاستعلاء والغلو، من أجل الحصول على القبول المنطقي من المجتمع الدولي ، وخصوصاً ونحن نعيش في زمن التحولات والتغيرات السياسية الاقليمية والعالمية ، بسبب تراكمات الأزمات والنكبات، والتدخلات السافرة من بعض المحاور الاقليمية في الشأن العربي والفلسطيني على حد سواء ، التي تهدف بشكل دؤوب لانسلاخ الواقع الفلسطيني بشكل تام عن محيطه العربي وعمقه القومي ، الذي نحن بحاجة ماسة له في هذا التوقيت بالذات أكثر من أي وقت مضى، مهما كانت الوقائع والمعطيات ، في ظل ما يثار عن التطبيع المرفوض وطنياً ، وحالة التأثير السلبي ومصطلحات التهويل التي تعزف على أوتارها الدول والمحاور الاقليمية البعيدة بالأساس عن رؤيتنا الفلسطينية ومشروعها الوطني المستقل منذ نشأة الصراع مع الاحتلال، حتى لا نكون بأيدينا كفلسطينيين ، وبمحض ارادتنا اخترنا العزلة عن واقعنا وعمقنا العربي إلى غير رجعة ، ونكون حينها ارتضينا طواعية لأنفسنا الانحصار والصفعة.
وبعيداَ عن ما ستؤول إليه معطيات خطاب الرئيس بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، وما سيضيفه الخطاب من نتائج نتمنى بفارغ الصبر الوطني ، أن لا يكن كسائر الخطابات السابقة المعهودة ، التي تقوم في محتواها على السرد المطول، الذي يفتقر للإنجاز في الاقناع ، ومعرفة المتابع المسبقة لمضمون الخطاب قبل الاستماع والاطلاع.
من أجل أن يحظى الخطاب بالإيجابية والقبول، لا بد من العودة الوطنية للقول المنطقي المعقول ، الذي عنوانه انهاء الانقسام المؤجل وانجاز الوحدة بشكل فوري ومعجل وتجديد الشرعيات عبر ديمقراطية الصندوق والانتخابات ، من أجل أن يكون الخطاب الطريق الجديد للواقع الفلسطيني نحو التغيير ، حتى لا يتصف الخطاب بأنه معد مسبقاً للسرد المطول الخالي من التأثير عبر الأثير.