الأسطـوانـة 1
البـحـرُ قـصـائد زرقـاء؛
وحـيٌ يتسـعُ للفـجـر الـملـون بالـذبـول
أُقـابِـلُـكَ فـي يـتْـمِ الصـدى الـمذبـوح في أيـكـة مـن دخـان
فـي احتـمـالات الأمـكـنـة الغريبة؛
كـلانـا حـمـلَ حقـائـب الـجـرح واتجـه صوب الـريـح
كُـنْـتُ إذا اشـتَـذَّ لـونُ مـزاجـي
أكـلُ جـدار مدينتي؛
وأَمـضـغُ مـوتِـي الـمؤَقَّت
يفرغ الإلـه جسـدي بـاردا؛ آيـلا لرقـصـة الخريف
أبْـتَـلُّ بـحـزن شـاعـري يذكرنـي بآلهـة الإغريـق؛
بزمنِ ” الـمـاكسـي” و” البوهيمـيـا” الـرافضـة
بقنديل جدتـي العبقِ بحكـايـة ” إسلي و تيسليت”
تلوك صمتـنا الدافـئ ؛ الذاهل؛
وكـان خـلف البـاب الموارب غـرفـة الضـريـرة؛
تعبـرُ أسرارنـا بخطى مُعتـلـة؛ ضيقـة؛
تتساقـطُ في عناقاتنا الملونـة؛
وتعـلـم كلبـهـا النيل مـن قطـة الجـار اللعين
آلا تـرى كـلانـا يتبعـــهُ الحـنـين؛
أفقـا رمـاديـا حـيـنـا؛ وأحيـانـا غـابـة مـن الليلك واليـاسمـين
الأسـطوانـة 2
جـالـسـة أفـتـتُ أشيـائـي لسـفـر قـادمِ مـن وراء الشرفـة المهـجورة
مُـعـلـقـة فـي إسمـي الأحـادي
ووجـهي المـعـتـاد يقـودني لشَـبَـهٍ منـسـيٍّ
عند أول حيض تُـغـادرك الطفـولـة
وتُقطع أجنحـتك؛ قـال عـازفـ الأزقـة القـديـمـة
أتـوه عمـدا لأنسـى أنني محشـوة بأحلام الآخـرين
أسيـرُ بتشوهـاتـي قـادرة عـلـى التشرد خـارج الحيـاة
أتـكـورُ في قبـعـة سـاحـر بـابـلـي ضئيلـة الـظـل والجـسـد
أحـدِّثُ ” زوربـا” عـن الأقراص المهدئـة؛
عـن رداءة الجرائد العربية
وعـن كـوابـيس آخر الليل
أحـدثـهُ عـن المـوسيـقـى؛
رقـصـة الغـجـر الموسمية
وعـن الـمـوت ؛ ومفتـاح الجـنـة البلاستيكي
هـز السـاحـر القبـعـة؛
في شـارع ” المتنبي” التقـيـتُ ” أدونـيـس” يجـهـزُ القصيدة لـزمـن الحداثـة
و جـهـة الأندلس في حـانـة إيطالية ” بيكـاسـو” يحـلـمُ بريشـتـه العصيـة
كـان ثـمـلا يهذي بـ”الجـوكنـدا” وصدفـة الإبتسامة الغامضـة.
وعـنـدَ عـودتـي آخـر الحلـم
رأيْـتُ جيـادا خشبيـة؛ دمـى عـاريـة؛
خفـافـيش بـ.كـسوة عسكريـة
والمديـنـة سـوق النخـاسـة تَـعُـجُ بالطيور الكـسيـحـة
الأسـطوانـة 3
أحذيتي الضـالـة؛ ووِجـْهَـةٌ تربـكُ المـسـارات
بـلـغْتُ أَشُـدَّ عـروقـي عميقـا في طفلة تشدُّ نياط ذاكرتي
والهروب دروب ضبابية
شـهـوة تخبـئ رغبـتي الأخـيـرة
أنحـنـي عميـقـا كـي أنـهـي مـواعيد الخريـف
وأعبـرُ المسـافة في رعشـات الـراهب
في رثـاء جدتي القابعة في قبر رخـامي
الغـراب شكـل الحمـام في كذبتنـا الكلاسيكيـة؛
وكأنــني أوارب خـلـفَ وجـوه مزغبـة؛
واسـعـة؛
تُؤَرجِحُـهـا الهـاوية
يَـبْـدُو أنَّ المشـهـد عـثـى فـي المخيلـة
… سأحْـلُـمُ
نوال زيانـي