أوراق متناثرة وتداخلات متشابكة! بقلم : ثائر نوفل ابو عطيوي
الأوراق المتناثرة والتداخلات المتشابكة للحالة السياسية في ظل تأزم الواقع الفلسطيني برمته وتفاصيله ، وانعدام الأفق والرؤية ووحدة الهدف الحقيقية نحو بوصلة الوحدة التي ضاعت اتجاهاتها في منعطفات ودهاليز المحاور والاجندات من جانب ، وفي ظل السياسة الاقليمية العربية الجديدة التي باتت واضحة المعالم بالانخراط في عملية تسوية سياسية متسارعة الوتيرة مع الكيان المحتل عبر بوابة التطبيع وفتح العلاقات والتعاملات بشكل مباشر من جانب آخر.
لأكثر موضوعية ولتدارك الأمور قبل فوات الأوان ، المطلوب ترتيب الأوراق الفلسطينية والعربية معا وبشكل متناسق تام ، ضمن معايير ثابتة وقواسم مشتركة محددة الأهداف ، لتكون سنداً وداعماً لعدالة قضيتنا ، ومن ثم الانطلاق بخطى واثقة نحو مفاوضات مع الاحتلال تقود إلى الحل العادل والشامل القائم على الحق المشروع في إقامة الدولة المستقلة ، ويكون تطبيق حل الدولتين البوابة الرئيسية لفتح العلاقات العربية الإسرائيلية ،ضمن رؤية سلمية عربية واحدة موحدة.
المأزق الحقيقي ذو النظرة الموضوعية الذي أوقع شعبنا بأكمله بفقدان البوصلة العربية وتوجيهها حسبما تشتهي الرياح الفلسطينية، سببها المؤسسة الرسمية والفصائل والأحزاب مجتمعة ، وهذا يعود نتيجة حالة الانقسام وانتظار قطار المصالحة الذي أقلع من عواصم الدول العربية متجهاً نحو دولة الكيان ، بدلاً من أن يكون نقطة انطلاقه فلسطينياً لتحقق رؤية الهدف والمضمون لتكون العنوان…
الأوراق المتناثرة والتداخلات المتشابكة للحالة السياسية الفلسطينية أصبحت معقدة ، والمخرج الأوحد والوحيد لحل طلاسم تعقيداتها المتنافرة المتباعدة ، من أجل استنهاض الواقع الوطني ، الذي يكمن في وحدة الصف والموقف وترتيب البيت الفلسطيني من بابه إلى محرابه وبأدق تفاصيله ، ومن ثم التوجه بشكل فوري وعاجل إلى جماهير شعبنا واحتضان تطلعاته واماله وحل قضاياه وهمومه عبر تقليده منصب قيادة المشروع الوطني من خلال الادلاء برأيه وصوته الحر عبر الانتخابات وصندوق الاقتراع حتى يتم انجاز أسس ومعالم الديمقراطية الحقيقية التي غابت معالمها وتوارت شمسها منذ أمد بفعل الانقسام واختلاف السياسات.
تصريحات الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” ومطالبة حكومة الاحتلال بعدم اتخاذ اي اجراءات أحادية الجانب التي تعمل على تقويض وتحجيم فرص السلام ضمن فكرة حل الدولتين ، جاءت لتؤكد أهميتها مصريا وعربيا في ظل توقيت سياسي فلسطيني متناثر من جهة، وفي ظل توقيت اقليمي عنوانه استنهاض وحث الموقف العربي على أهمية الحل ضمن رؤية عربية فلسطينية شاملة وموحدة ، برغم ما نشاهده من معطيات إقليمية على أرض الواقع.
نأمل وبفارغ الصبر الوطني أن تكون مدخلات ومخرجات اجتماع القادة العامون للفصائل الفلسطينية مع رئيس السلطة محمود عباس ذات أهمية في المحتوى والمضمون ، من أجل إعادة القضية بعناوينها المفصلية لطاولة الإجماع العربي من جديد ، حتى لا تبق الأوراق السياسية متناثرة والتداخلات معقدة ومتشابكة .!