فتح وأسباب التراجع بقلم : نضال خضرة
حركة فتح عندما نشأت
في زمن الرجعية العربية
وفي زمن تراجع الأحزاب والقوى وعدم مقدرتها
على مواجهة المرحلة وتحدياتها جاؤوا المخلصين من أبناء شعبنا من مختلف الأحزاب الإسلامية والقومية
واليسارية والتي لم تلبي طموحهم وتطلعاتهم،
وأسسوا هذه الحركة بخلطة
تشبه الشعب الفلسطيني بكل متناقضاته الفكرية والثقافية، ونشأت حركة فتح
التي صنعت هوية وطنية لشعبنا وتعدت حدود الأيدلوجيا وأصبحت تمثل الفطرة الوطنية والنضالية لشعبنا الفلسطيني
وقادت الثورة الفلسطينية المعاصرة،
وقدمت نموذج نضالي من أعظم النماذج على صعيد حركات التحرر في العالم،
أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ريادة
هذه الحركة وقيادتها للمشروع الوطني.
مبادئها وأهدافها الوطنية الثابتة
التي تدعوا صراحة لمقاومة الإحتلال وتحرير فلسطين والتي شكلت هويتها الوطنية وجعلتها تسكنت في وعي الشعب الفلسطيني،
ولا أحد ينكر أن أزمة حركة فتح بدأت فعليا بعد توقيع اتفاق اوسلو،
في عهد الشهيد ياسر عرفات
بسبب عدم إيجاد معالجات لحالة التناقض التي طرأت على الحركة
بعد توقيع اتفاق اوسلو.
وبعد فشل خيار التفاوض وحل الدولتين، وعند
أول شرارة أطلقها
الشهيد ياسر عرفات تمكن
من إستحضار فتح الكامنة
في لمح البصر التي نشأت
على هذه المبادئ والأدبيات برغم إنخراطها في السلطة وامتيازاتها.
وتجاهل الفتحاويين كل شئ ووجدوا
انفسهم يقودوا المقاومة
في كل الميادين،
بقيادة الشهيد ياسر عرفات
الذي أعاد لفتح روحها النضالية والثورية،
الي أن دفع ثمن ذالك
وإرتقي شهيداً.
وجاء بعده الرئيس
محمود عباس
وأعاد الوضع الي ما قبل إنتفاضة الأقصي على أمل
أن يحقق ما فشل
في تحقيقه الشهيد ياسر عرفات،
دون إستخلاص العبر
ولم يعمل على إيجاد خيارات
وبدائل نضالية، بعيداً
عن المقاومة المسلحة،
وقام بإحداث متغيرات إستراتيجية
مجانية خطيرة بدأت
بجلب حماس
لمربع السلطة،الذي إنتج الإنقسام، ومن ثم فشل
في تحقيق الوحدة الوطنية، إضافة لسياسات السلطة الأمنية مع الإحتلال
وسياساته الداخلية التي قوضت القضاء والسلطة التشريعية والمؤسسات الرقابية وربط كل مقوامات نضالنا الوطني ومؤسساتنا الوطنية بنظام مالي محكم.
مجمل هذه المتغيرات ساهمت
في تراجع الحركة وقيدتها بأغلال
محكمة في السلطة والتزاماتها السياسية والأمنية والربط المالي،
مما ساهم ذلك في تراجع الحركة وإنفصالها بشكل كامل عن واقع
أدبياتها ومبادئها التي إنطلقت
من أجلها وساهم هذا الإنفصال
بشكل كبير بتراجعها وشيخوختها،
مما ساهم ذلك بضعفها وإفراغها
من مجمل أدبياتها ومعتقداتها النضالية والثورية الي أن أصبحت
غير قادرة على مواجهة التحديات
والمؤامرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
إضافةً لفشله في تقديم نموذج
في تعزيز الدولة المدنية والمواطنة والمجتمع المدني وتحقيق العدالة الإجتماعية، والديمقراطية والحريات
السياسية،
أعتقد بأن الأزمة الحقيقية
التي تعاني منها حركة فتح
هي إنعدام الخيارات إضافة لحالة الفصام التي تعاني منها، والتناقض
الذي تعيشه، بين مبادئها وأدبياتها، وبين سلوكها وأداء قيادتها،
وهذه الأزمة
تحتاج الي معالجات إستراتيجية لكي تتمكن الحركة من إستعادة ريادتها وقيادتها للمشروع الوطني،