(خطوات عملية أفضل من دزينة برامج) بقلم : اياد عبد الجواد الدريملي
مع اقتراب وصول الوفد الرئاسي من رام الله الى قطاع غزة يجوب ويصول الوسيط القطري بين غزة وتل أبيب من اجل تحقيق اي نقطة اختراق يتفق عليها الاطراف ضمن عملية تفاوض غير مباشرة مكوكية حتى اللحظة لتفادي اي تصعيد محتمل لا يرغب الطرفان به.
اضافة الى بحث شروط غزة المتعلقة بمتطلبات فك الحصار والاموال التي ستدفعها قطر في اطار دورها المعلوم والمعروف كونها وسيط بين غزة وتل ابيب تقدم نفسها لاعب في الاقليم تمتلك اوراق لخدمة مصالحها بالدرجة الاولى.
في السياق ذاته ينتظر قطاع غزة وصول وفد رئاسي للاطلاع علي اوضاعه في ظل تداعيات فايروس كورونا في الوقت الذي فشلت فيه فرص النجاح لاي خطوات حقيقية وعملية بين رام الله وغزة لجهة انهاء الانقسام السياسي والجغرافي ومواجهة صفقة القرن والضم وتحديات انتشار فايروس كورونا.
فجوة الثقة تتسع بين الشارع الفلسطيني من جهة وقيادته من جهة اخرى وخاصة بعد حالة الشلل والانهيار المستمرة على كافة الاصعدة من ناحية والفشل في تعزيز صمود الناس وتوفير الحد الادني لمتطلبات العيش بكرامة من ناحية اخرى.
فالاعلان عن تشكيل الوفد وحضوره لقطاع غزة لا يعتبر المرة الاولي فكل الزيارات السابقة لم تحقق نتائج للمجتمع الفلسطيني في غزة على العكس تماماً تزداد الامور سوء ويشتد الحصار وتتراجع خطوات انهاء الانقسام بين اطرافه الى المربع الاول اضافة الى استمرار فقدان ثقة الجمهور في تحقيق هذه الزيارات نتائج مرضية و التي تحمل في مدلولاتها حجم كارثة الانقسام السياسي بين الجغرافيا الفلسطينية الواحدة وكأننا كينونتين منفصلتين ودون تغير و تراجع في الاجراءات او احراز خطوات ايجابية لجهة مصالح الجماهير.
كما ان الوفد المشكل من شخصيات في السلطة الفلسطينية من سكان قطاع غزة مقيمة في الضفة الغربية تعي جيداً ما هي متطلبات و احتياجات سكان القطاع .
ان مستوى التحرك في الازمة والمعالجات من قبل الوسيط القطري والسلطة الفلسطينية ومن يديرون الشأن العام في غزة لا يحظى بثقة الجمهور حتى اللحظة و الذين يتطلعون الى خطوات انقاذ وطني سريعة و شاملة وعاجلة تنعش الحالة المرضية التي اصابت النظام برمته على قاعدة خطوة عملية افضل من دزينة برامج مستقبلية.
فالجميع يدرك متطلبات واولويات سكان قطاع غزة بعيدا عن خطوات القفز في الهواء التي لا تغني ولا تسمن من جوع الناس الذين يدفعون فاتورة باهظة منذ عقدين من الزمن نتيجة أخطاء القيادة السياسية الفلسطينية وصانعي القرار بشكل عام.
ان التدخلات السريعة و الخطوات الانعاشية وفك الحصار و صرف الرواتب كاملة للموظفين بشكل عاجل وفوراً وزيادة نسب مخصصات العائلات الفقيرة والفئات المهمشة وزيادة ساعات الكهرباء و الحصول على الرعاية والخدمات الصحية واسناد فوري لقطاع الصحة والتعليم وخلق فرص عمل للعاطلين ودعم القطاعات الأكثر تأثراً من الاوضاع السياسية وحالة الطواريء هي اولوية قصوى للسكان والجماهير
وهذا يتطلب من الوفد القادم ان يحمل بجعبته حلولاً أكبر مما يحمله الوسيط القطري وابعد من النوايا السياسية التي يسعي لتمريرها ويقطع الطريق امام اي مساعي لاضعاف الحالة الفلسطينية وشرذمتها والشروع فوراً بإعادة اللحمة للوطن السليب والمنهك والمحمل بالاعباء والاخطاء السياسية الفادحة وصد اي طرف يحاول تقسيم القضايا والحقوق الفلسطينية الي مسارات تفاوضية متعددة تخدم المحتل الذي يستغل حالة الحصار الذي يفرضه و الاوضاع الانسانية التي نتجت عنه علي حساب القضايا الوطنية العليا .
فمن يحمل في جعبته رؤية وطنية شاملة و مفاتيح الحلول الكبيرة ويقطع الطريق علي المسارات التفاوضية المتعددة ويجمع الفلسطينيون جميعاً تحت مظلة واحدة بالتاكيد هو من سيحصل على ثقة الجماهير و يحصن بجبهته الداخلية ويستطيع تحقيق امالهم بالخطوات العملية والمسؤلية الوطنية والاخلاقية الجمعية.