ماذا عن الغرف الموصدة؟ بقلم : فاطمة المزروعي
دوماً نركز عند الحديث عن التربية والتعامل مع الأطفال على المهارات والمعارف التي من الأهمية أن يدركها كل من الأب والأم، ومدى علمهم بجوانب التعامل الأمثل مع طفلهم. لكن يخفى علينا أو نتجاوز ولا نولي الأهمية لجانب محوري ومهم يتعلق بكل من الأب والأم، وأقصد تحديداً العلاقة بينهما مدى قوتها وترابطها وانسجامهما، فالعلاقة الزوجية المتوترة التي تبنى على عدم التفاهم والتنافر، تنتج غضباً دائماً في المنزل وأيضاً تجعل الجو الأسري مشحوناً وفي تشنج دائم، في مثل هذه الحالة مهما حاولت أن تقدم رسائل تربوية لطفلك فإنها تنكسر أمام الواقع المر الذي يعيشه، تتحطم كل القيم أمام مشاهدات الطفل لسلوكيات غير جيدة تصدر من الأب والأم، وهذا يقودنا نحو القدوة، ومفهوم التربية بالقدوة وهو من المبادئ الراسخة في مجال تربية الأطفال، فالقدوة في حياة الطفل حيوية ومهمة، وقد يكون تأثيرها أعظم وأكبر من أي جانب آخر، ومن الطبيعي عند نشوب خلافات زوجية بين الأب والأم وعراك لفظي فإن هذه القدوة تنهار تدريجياً، لأنها تتآكل في كل مرة يحدث فيها تلاسن وغضب متبادل. المبادئ التي يتحلى بها كل من الأب والأم، لها تأثير قوي وفعال في تنشئة الطفل وتربيته، ففي البعض من الأحيان يكتسب هذا الطفل الكثير من المبادئ الحياتية من خلال الملاحظة ومتابعة ما يقع أمامه وما يمر به، وعندما تكون ملاحظاته دوماً تقع على جوانب سلبية فإن من المؤكد أنه سيكتسبها ويعيد إنتاجها بطريقة أو أخرى. هذا جانب ينساه الكثير من الآباء والأمهات، لذا يفضل أن يتم فض الخلافات والتفاهم حولها خلف الغرف الموصدة بعيداً عن أنظار وسمع أطفالهم، الغرف الموصدة هي الخيار لاستهلاك الغضب واستنزاف التوتر. و لنترك الصورة أمام أطفالنا زاهية وجميلة، لينمو في جو من السعادة والهدوء والاستقرار النفسي.
شاهد أيضاً
مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت
شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …