1:25 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الاحتلال يواصل تنفيذ مخططات التهويد في القدس وبيت لحم

شفا – قالت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، إن سلطات الاحتلال تنفذ مخططات استيطانية وتهويدية جديدة في مدينة القدس ومحافظة بيت لحم المحتلتين.

وأوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقريره الأسبوعي، اليوم السبت، أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لا يتوقف، وهو يتنقل من محافظة إلى أخرى في الضفة الغربية، غير أن بؤرة تركيزه في الفترة الأخيرة تتخذ من مناطق الأغوار الفلسطينية ومن محافظتي بيت لحم والقدس هدفا لها، حيث تنشط منظمات الاستيطان ويجري تسجيل الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها باسم هذه المنظمات أو باسم ما يسمى الصندوق القومي اليهودي.

وذكر المكتب الوطني في تقريره، أن محافظة بيت لحم شهدت الأسبوع الماضي هجمة استيطانية حيث أعلن ما يسمى بـ”الصندوق القومي الإسرائيلي” الانتهاء من إجراءات تسجيل وضم 526 دونما، من أراضي بلدة نحالين جنوب غرب بيت لحم لصالح “مجمع غوش عتصيون الاستيطاني” عقب رفض محاكم الاحتلال دعوى أصحابها الفلسطينيين، وحكمت بالقضية لصالح المستوطنين، وجرى على إثر ذلك تسجيلها على اسم الصندوق القومي الإسرائيلي الذي منح الأراضي بدوره للمستوطنين.

الاستيلاء على الأراضي

وأشار المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، استولت على 700 دونم زراعي تقع في منطقة العقبان في محيط جبل الفرديس الى الشرق من مدينة بيت لحم، وتم تسييجها بأسلاك شائكة ونصبت بوابة حديدية عليها قبل أربعة أيام ، لصالح إقامة حديقة “هيرودون”. وتعود ملكية الأراضي إلى عائلات : الوحش، والعساكر، والمساعدة . فيما تتعرض المنطقة الشرقية لمحافظة بيت لحم منذ فترة إلى هجمة استيطانية من خلال مواصلة آليات الاحتلال الإسرائيلي تجريف مساحات من أراضي المواطنين في قرية كيسان التي تبعد نحو 20 كم عن مدينة بيت لحم ، لصالح توسيع حدود مستوطنة “ايبي هناحل” المقامة على أراضي القرية ، وتم نصب عدد من البيوت المتنقلة “كرفانات” قرب القرية على مساحة 50 دونم تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين مقيمين بالأردن وقد اقتلعت عشرات الأشجار ونصبت عشرات الأعمدة الكهربائية، لفائدة مخطط استيطاني يخدم مستوطنتين مقامتين على جزء من الأراضي الأمر الذي يهدد بتهجير مواطني القرية البالغ عددهم نحو 800 نسمة.

المخططات الاستيطانية

وفي إطار تنفيذ المخطط الاستيطاني الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في شباط من العام الجاري والذي يقضي ببناء 5200 وحدة استيطانية جديدة 0220 منها ستقام في مستوطنة “هارحوماه”، المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، إضافة إلى 3000 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس” تم كشف النقاب عن مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في مناطق مختلفة من محافظة القدس المحتلة وتسويق 1700 وحدة استيطانية في مستوطنة (جفعات همطوس) فضلا عن تسويق مشروع سكني جديد في مستوطنة (نوف تسيون) القائمة على اراضي جبل المكبر جنوب شرق البلدة القديمة في القدس المحتلة. ويتضمن المشروع 216 وحدة سكنية جديدة في 12 مبنى يتكون كل منها من ستة طوابق، ويصف المسوقون المنطقة بأنها قرب متنزه قصر المندوب السامي تطل على البلدة القديمة في القدس.

القدس والتهويد

وفي مدينة القدس المحتلة تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مشاريعها التهويدية حيث تعمل بلدية القدس على إقامة دولاب ضخم في متنزه “أرمون هنتسيف” (قصر المندوب السامي) الذي سيطل على البلدة القديمة.
وينضم هذا الدولاب إلى مجموعة الإغراءات السياحية الأخرى المخطط لإقامتها في منطقة الحوض التاريخي للقدس، منها القطار المعلق إلى “حائط المبكى”، والأوميغا ، وجسر معلق ، ومنشأة للتزلج.

وأوضح المكتب الوطني لمواجهة الجدار والاستيطان، أنه يجري العمل على إقامة الدولاب الضخم بالتعاون مع ما يسمى سلطة تطوير القدس في إطار خطة شاملة لترميم متنزه “أرمون هنتسيف”، وتشمل الخطة ترميم المتنزه وإقامة مطاعم وحديقة تماثيل ومسارات للدراجات ومركزاً للموسيقى. وأمام المتنزه على الطرف الثاني للشارع يخطط لإقامة ستة فنادق. وسيكون الدولاب بارتفاع 40 – 60 متراً. فيما بدأت جمعية “العاد” الاستيطانية التي تشغل الحديقة الوطنية في ما يسمى مدينة داود في سلوان بإقامة مركز جديد للزوار في المبنى التاريخي الذي يسمى “بيت شاتس”. واستكمال المبنى سيوسع مجال نفوذ الجمعية التي تعمل الآن في سلوان. وهي تخطط أيضاً لإقامة أوميغا بين متنزه قصر المندوب السامي وغابة السلام، وجسر معلق في الجزء الغربي من الحوض التاريخي في البلدة القديمة. وفي المنطقة نفسها سيمر القطار المعلق الذي سيوصل إلى حائط المبكى. وقبل أسبوعين تقريباً ناقشت المحكمة العليا التماسات ضد هذا القطار، لكن القضاة لم يتخذوا أي قرار حوله بعد.

وفي القدس أيضا هدمت طواقم سلطة الطبيعة الإسرائيلية 3 مخازن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان ، جنوب المسجد الأقصى،في أرض للمواطن مروان صيام في منطقة “باب المغاربة – حي وادي حلوة بحجة “تحويل الأرض للمنفعة العامة”، وذلك ضمن خطة التوسع الاستيطاني والتهويد.

عربدة المستوطنين

وشدد المكتب الوطني على أن المستوطنين يواصلون أعمال العربدة في مختلف المحافظات في الضفة الغربية، بدءا بالتشويش على حركة المواصلات على الطرق ورشق السيارات الفلسطينية بالحجارة مرورا بإشعال الحرائق في أراضي وممتلكات الفلسطينيين وانتهاء بالاعتداء على مشاريعهم الانتاجية ومحاولة تخريبها .

وأوضح أن مستوطنين متطرفين ينتمون الى منظمات إرهاب يهودية تتخذ من مستوطنة يتسهار وعدد من البؤر الاستيطانية في المحيط ملاذات آمنة بحماية قوات الاحتلال محجرًا في قرية جماعين الواقعة جنوب غرب مدينة نابلس وحاولوا إشعال النار في جرافة وحفارة في الموقع، ممشيراً الى ان حكومة الاحتلال سمحت لسنوات بوضوح لمستوطنيها بالاعتداء على الفلسطينيين وإلحاق أضرار بممتلكاتهم كإحدى سياساتها في ظل توفير الحماية العسكرية لهم ، وفي بعض الحالات مشاركة القوات النشطة في الهجوم ، كما أضرم عدد من مستوطني “تفوح”، النار في أراضٍ زراعية في جبل صبيح التابع لأراضي بلدة بيتا جنوب نابلس ما أدى لاحتراق مساحات زراعية واسعة بالمنطقة،وفي الوقت نفسه أحرق مستوطنون من مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي ست قرى جنوب نابلس ، النار بمئات أشجار الزيتون في المنطقة الجنوبية لقرية بورين وقرية مادما.وشرع مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال بتجريف أراض بمنطقة “النقار” شرق قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس.

ويعيش أكثر من 750000 مستوطن في أكثر من 158 مستوطنة ونحو 230 بؤرة استيطانية بنيت منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية القدس. وبحسب منظمات حقوق الإنسان ، بما فيها منظمات اسرائيلية كمنظمة بتسيلم ويش دين وغيرهما فإن حوادث التخريب والعنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم تقع يومياً في جميع أنحاء الضفة الغربية.

تقارير دولية

وذكرت منظمة التحرير أن تقرير “حماية المدنيين” الجديد الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة “أوتشا”، أوضح بان دولة الاحتلال تتنكر للنداءات الدولية والمطالبات التي تحثها على وقف عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومصادرة أراضيهم، لمخالفتها القوانين الدولية، حيث رصد التقرير الجديد قيام تلك القوات بهدم 31 مبنى يملكه فلسطينيون، خلال الأسبوعين الماضيين، بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية.

وفي السياق، كان المقرر الأممي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مايكل لينك، اعتبر ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني إهانة للعدالة ولسيادة القانون، وقال لينك في تقرير له أمام الدورة الرابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان: “يمكن معاقبة المذنبين فقط على أفعالهم، وفقط بعد عملية عادلة. لا يمكن معاقبة الأبرياء على أفعال الآخرين ”. وانتقد المقرر الخاص سياسة إسرائيل المستمرة بهدم منازل الفلسطينيين بشكل عقابي، وقال إنه ومنذ عام 1967، دمرت إسرائيل أكثر من 2000 منزل فلسطيني، مصممة على معاقبة عائلات فلسطينية على أفعال ربما ارتكبها بعض أفرادها، لكن تلك العائلات لم ترتكب أي شيء، وشدد على أن القانون الدولي الإنساني حظر “العقاب الجماعي” بشكل واضح.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …