من الذي يرى.. في ظل تفشي العمى ! بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
الانتقاد الايجابي للحالة الفلسطينية العامة لا بد أن يكون من أجل النهوض والبناء ، وألا يكون معولاً يرتكز على الهدم والاستهزاء ، الذي يصل أحياناً إلى حد الافتراء.! ، في ظل ارتباك الحالة السياسية الفلسطينية الظاهرة للعيان ، وعدم وضوح الرؤية ولا الهدف أو العنوان لمقومات حقيقية تعمل على انقاذ الوطن والانسان ، وذلك ضمن الايجابية المطلقة البعيدة عن السلبية المقيدة حالة صحية تعمل على اظهار الواقع بكافة تفاصيله من خلال العين المجردة التي تخلو من الحقد والكراهية وسوء الظن القائم على الاحتواء وليس الانتماء.
في ظل تسليط الأضواء على ضرورة الانتقاد الايجابي في الواقع الفلسطيني المريض ، لا بد من الكل الوطني دون استثناء أن يقتنص الفرصة الوطنية لا من أجل طرح البدائل المبهمة التي تقوم على التقويض ، بل أجل تعزيز الموقف الفلسطيني برمته الذي يحتاج فيتنامينات ايجابية هدفها التعويض.
التعويضات الايجابية التي تحتاج لفيتامينات وطنية من أجل شفاء واستنهاض الحالة الفلسطينية معلومة للجميع في ظل استقواء الاحتلال الاسرائيلي على مقدرات وممتلكات شعبنا بأكمله ، فالعلاج الأساسي للشفاء يكمن في بتر الانقسام والعودة خطوة للوراء ، من أجل الابتعاد عن التفكير بالمصالح الخاصة ، والسير جميعاً وسوياً إلى طريق الوحدة الوطنية على كافة الصعد والمستويات فعلاً لا قولاً وتحقيقه واقعاً لا شعاراً ، حينها سيتغير الموقف ويزول الصعب وستنقلب الأمور رأساً على عقب في المواجهة الوحدودية الجماعية ضد الاحتلال ، وسنكسب ثقة شعبنا بأكمله ، وسوف نكون جميعاً مؤهلين لقيادة مشروع وطني مستقل عنوانه الأوحد والأهم فلسطين.
يقول الروائي العالمي “جوزيه ساراماغو” في روايته “العمى” ، “الأكثر رعباً من العمى ، هو أن تكون الوحيد الذي يرى”!، فالمقولة تأخذنا إلى الخوف بأن يكون شعبنا الفلسطيني وحده فقط الذي يرى ، وباقي مكونات العمل الوطني والرسمي والحزبي قد أصيبت بالعمى؟!.