شفا – نظمت الهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة في الخليل، بعد ظهر اليوم، حفل اختتام مخيمها الصيفي الثاني على التوالي تحت عنوان “الحرية للأسرى” بدعم من اللجنة الوطنية العليا للمخيمات وذلك في حي خان شاهين الكائن في قلب البلدة القديمة.
جرى ذلك بحضور شخصيات رسمية وشعبية، وحضور رئيس الهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة اللواء محمد أمين الجعبري، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، والأسير المحرر ثائر حلاحلة، والمحامي الدكتور حسين الشيوخي رئيس الكلية العصرية الجامعية، والدكتور رفيق الجعبري نيابة عن المحافظ كامل حميد، واعاطف الجمل النائب الفني لمديرية التربية والتعليم في الخليل، وامجد النجار مدير نادي الاسير في محافظة الخليل، وكفاح العويوي امين سر حركة فتح اقليم وسط الخليل، ومجموعة من اعضاء اللجنة التنظيمية للبلدة القديمة وبضمنهم زيد شبانة ورويدا الرازم رئيس لجنة المرأة في البلدة القديمة، وعدد من اعضاء المكتب الحركي لاتحاد المعلمين في الخليل، وعدد من مسؤولي المؤسسات الأهلية والحكومية في البلدة القديمة وجمع غفير من أهالي أطفال البلدة القديمة والذين بلغ عددهم 125 مشارك ومشاركة، وكوادر الهيئة الأهلية لدعم البدة القديمة.
وبعد قراءة القران الكريم والوقوف للسلام الوطني الفلسطيني، ألقى رئيس الهيئة الأهلية اللواء محمد أمين الجعبري كلمته وأعرب فيها عن شكره وامتنانه للجنة الوطنية للمخيمات الصيفية التي ساندت أطفال البلدة القديمة في الخليل ودعمت صمودهم رغم العراقيل التي يبتكرها جنود الاحتلال الإسرائيلي في احلك الظروف وأصعبها، معتبراً أن كادرها وعملها يعبر عن حكاية الشعب الفلسطيني وعن تاريخ النضال الفلسطيني عبر السنوات الطوال.
كما واثنى على دور اللجنة الوطنية في رسم البسمة على شفاه الأطفال وتوعية الشباب للعمل التطوعي الوطني، مشيداً بجهود محافظة الخليل وكافة المؤسسات، ومهنئاً المشاركين والقائمين على تنفيذ فعاليات المخيم على ما حققوه من إنجازات خلال الفترة السابقة، معتبراً أن اللجنة رائدة في مؤازرة الأطفال ولكافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وتوجه أيضاً بالشكر الجزيل لمجموعة الاتصالات بال تل على توفيرها مختبر حاسوب متكامل للهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة، ووجه شكره إلى عضو المكتب الحركي للمعلمين أريج النتشة، وزليخه المحتسب، ولكافة المنشطين والمشاركين وإدارة المخيم.
وذكر ان تسمية المخيم “أسرى الحرية جاءت بعد تفجير معركة الأمعاء الخاوية التي فجرها الأسير المحرر خضر عدنان وحملت فرق المخيم الخمسة أسماء الأسرى المحاربة في معركة الأمعاء الخاوية وهي فرقة خضر عدنان وفرقة ثائر حلاحلة وفرقة محمود السرسك وفرقة هناء شلبي وفرقة أكرم الخاوي ، مباركاً صمود الأسرى وتحديهم لممارسات الاحتلال ولفتحهم باباً من اجل خروج المعزولين من حبسهم الانفرادي.
وتحدث الجعبري عن البرامج التي قدمت في المخيم الذي كان يهدف لرسم البسمة على شفاه الأطفال التي تحاكي بأشكالها قصص صمود اطفال الشعب الفلسطيني ، والتي تنوعت في المجالات الثقافية والصحية والبيئية والطوعية والتوعية والفنية والزيارات الميدانية.
وأكد الجعبري أن دعم البلدة القديمة يعتبر خطوة للحفاظ على البلدة القديمة من التهويد، مناشدا المؤسسات الوطنية والمحلية بمزيد من الاهتمام ودعم البلدة القديمة، كما دعا أهالي الخليل والمواطنين الفلسطينيين عامة التوجه والتواجد فيها باستمرار.
وطالب عضو الجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي أمين سر حركة فتح بالخليل كفاح العويوي في كلمته ، أن تكون فتح هي المبادرة بأن تضع البلدة القيمة على سلم أولوياتها.
وتحدث زكي عن أنه لم يعد هناك مفاوضات لأن إسرائيل تفاوض بنهب الأراضي والاستيطان والجرافات ومعاول الهدم وهي ترفض حل الدولتين بل وتعتبر أن الضفة الغربية “يهودا والسامرة”.
وأضاف زكي “سنذهب للأمم المتحدة لنحصل على دولة بلا رقم وسندخل إلى محكمة العدل العليا لمعاقبة المجرمين فانتفاضة الحجر في العام 1987 جعلت العالم يحترم الشعب الفلسطيني، أما الأيام القادمة تتطلب الوحدة وترتيب البيت الداخلي وربيع الفلسطينيين في مواجهة الإسرائيليين”.
وأشاد عباس زكي بفعاليات المخيم الصيفي في قلب مدينة الخليل وذكر أن هذا العمل في هذا المكان له مدلولات خاصة فالخليل تحتاج رجالاً ونساءً يحيون فلسطين والأرض الطيبة شاكراً جميع أبناء الشعب الفلسطيني وكافة الفصائل الوطنية وقال كما قال الرئيس الراحل ياسر عرفات ” أغبط نفسي أن أنتمي لشعب أكبر من قيادته” .
وتقدم الأسير المحرر ثائر حلاحلة بالشكر الجزيل للهيئة الأهلية لدعم البلدة القديمة على هذه اللفتة الرائعة ولأهالي مدينة خليل الرحمن والشعب الفلسطيني كله على دعمه قضية الأسرى ونوه أن معركة الأمعاء الخاوية انطلقت ضد سياسة الاعتقال الإداري وبعد أن تنصلت إدارة مصلحة السجون عن كل وعودها واستطعنا بذلك أن نوصل رسالة للمحتل خيار من متعدد.
ودعا حلاحلة الشعب الفلسطيني للالتفاف سوياً من أجل توحيد كافة الفرق الفلسطينية والوطنية كون الوحدة هي السبيل لتحرير فلسطين كل فلسطين ، ونوه إلى أهمية الاهتمام بالأسرى ودعمهم ووضعهم على أولويات الشعب الفلسطيني مباركاً جهود الأسرى ومعاركهم ضد الاحتلال الغاشم.
وفي رسالة صوتية للأسير المحرر خضر عدنان يقول فيها ” أشكركم لاهتمامكم بقضية الأسرى وتعميق الوعي بهم لقد تشرفت بزيارة البلدة القديمة وحرمنا الإبراهيمي الشريف واعتبر ذلك أكبر ما شرفني الله به … رأيت قهر الاحتلال وصبركم وصمودكم فتوصلت إلى أنه لزوال، والحرم عائد لنا،وأوجه تقديري ومحبتي للزهرات وللأشبال، ولخليل الرحمن مني سلام”.
وتخلل الاحتفال مجموعة من العروض الفنية التي تمثلت في لوحات الدبكة الشعبية الفلسطينية والشعر الوطني التي نالت إعجاب الحضور.
وفي نهاية الاحتفال تم تكريم الناجحين والناجحات من طلبة الثانوية العامة في البلدة القديمة ومنشطي المخيم الصيفي، ثم تم توزيع الهدايا على جميع اطفال المخيم، و توجه الضيوف بعد ذلك لتناول الإفطار الرمضاني والذي أقيم على شرف الهيئة الاهلية وكل من دعمهم.