شفا – القاهرة – قالت الإعلامية المصرية المختصة بالشأن العربي والدولي، نرجس فخري في حديث خاص لـ شبكة فلسطين للأنباء شفا ؛ إن إعلان القاهرة، بمثابة مبادرة سياسية متكاملة وعادلة للأقاليم الثلاثة في ليبيا، ومحاولة لاستعادتها من حالة اللادولة ، ودعوة دولية للتصدي لتدخلات وأطماع أردوغان في المنطقة.
وأوضحت فخري، خلال حوار أجراه معها الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، أن المبادرة المصرية لاقت ترحيبًا عربيًا ودوليًا واسعًا، بـإعلان القاهرة، وإشادة كبيرة بجهود مصر الحثيثة التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي في سعيه لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي للدولة الليبية.
وأضافت نرجس فخري ، “أشاد الجميع بتوقيت طرح المبادرة، والإطار الشامل لها الذي يقدم طرحاً متكاملاً وبناءً لتسوية الأزمة، الأمر الذي يمنح قوة دفع للعملية السياسية في ليبيا، وكذا يرسخ من دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط”.
وأشارت نرجس، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، أن المبادرة ” ستكون بداية لمرحلة جديدة نحو عودة الحياة الطبيعية والآمنة في ليبيا، وأن خطورة الوضع الراهن في ليبيا تؤثر على الوضع الإقليمي.
وفي السياق ذاته أكدت فخري لـ شفا، أن المبادرة المصرية لم تأت فقط لأن مصر تحاول أن تحمى حدودها الغربية، بل لهدف أسمى وهو حفظ أمن وسلامة الشعب الليبي والحفاظ على ثرواته والأهم من ذلك تفكيك الميليشيات الإرهابية المرتزقة وطردهم من الأراضي الليبية كلها.
وتابعت نرجس،” كالعادة انتهجت مصر التدخل الرصين والحلول الدبلوماسية من أجل حل الأزمة، فدعت الأطراف كافة إلى الالتزام بالحل السياسي والبعد عن الحل العسكري وهو ما ظهر جليا في توصيات “إعلان القاهرة”، فقد ارتكزت المبادرة على مخرجات مؤتمر برلين التي نتج عنها حل سياسي شامل يتضمن خطوات تنفيذية واضحة المسارات السياسية، والأمنية، والاقتصادية.
وقالت نرجس في حديثها لـ شفا، إن إعلان القاهرة مبادرة عادلة جداً راعت المساواة في الحقوق بين الأقاليم الليبية الثلاثة ( طرابلس – برقة – فزان ) ، فهي لم تفضل إقليم على آخر بل ساوت الجميع ، حيث دعت كل إقليم باختيار ممثله للمجلس الرئاسي ونائب لرئيس الوزراء من ذوي الكفاءة الوطنية، بهدف تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين.
كما بيّنَت أن المبادرة المصرية جاءت تحقيقا لمبدأ المساواة بين الأقاليم الثلاث، حيث كل إقليم حصل على عدد متناسب من الحقائب الوزارية طبقاً لعدد السكان، عقب التوافق على أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وتسمية رئيس الحكومة، على ألا يجمع أي إقليم أكثر من رئاسة للسلطات الثلاث (المجلس الرئاسي، مجلس النواب، مجلس الوزراء).
واستطردت:” يعلم المجتمع الدولي كله الدور الشيطاني لتركيا في ليبيا فهي المسؤولة عن الزج بالمرتزقة في ليبيا ، فأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتأكد يوم بعد يوم ، خاصة عقب الاتفاقية الأمنية والعسكرية التي وقعتها مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ، والأسلحة والمدافع والقوات التي يزج بها في ليبيا كل يوم “.
فيما أكدت نرجس ، لـ شفا، بالمقابل على الترحيب والتأييد الدولي والعربي لإعلان القاهرة هو نجاح بلا شك للرئيس السيسي، لأنه سيمثل عامل ضغط على السراج للرضوخ ويكشف ألاعيب أردوغان الخبيثة، بالإضافة لضغط المجتمع الدولي على حكومة الوفاق لإجبارها على الالتزام بالمبادرة المصرية لإنهاء الصراع الليبي، حيث أن المسالة هي مجرد وقت ليس إلا.
ولفتت فخري لـ شفا، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية وحفتر وصالح مدركين منذ البداية أن السراج سيرفض المبادرة ، ولكن الرئيس السيسي أراد الكشف للعالم اجمع الوجه الحقيقي للسراج ، الذي يتمسك بمنصبه لمصالحه الشخصية ولا يريد استقرار لبلاده ، ويحاول تقاسم خيراتها مع أردوغان ضارباً بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والمبادئ الدولية واستقرار بلاده.
وتابعت: السراج باع بلاده لأردوغان واستلم الثمن بعد الاتفاقية الأمنية والبحرية التي وقعها معه والتي تضمن دعم تركيا لحكومته امنيا وإمدادها بالأسلحة مقابل تنقيب تركيا عن الغاز في المياه الإقليمية الليبية وسرقته علناً، ولكن الرئيس السيسي الذي يسعى جاهداً لإحقاق الاستقرار في الدول العربية كشف للعالم اجمع الحقيقة الكاملة لإرهاب تركيا المدعوم من حكومة الوفاق والذي يهدف لسرقة خيرات وثروات الليبيين وقتلهم وتشريدهم.
واختتمت الإعلامية المصرية نرجس فخري حديثها لـ شفا، قائلة: “إن مصر أكدت على دورها الرائد ومحاولاتها الثمينة لحل الأزمة الليبية وإنهاء الصراع بين كل الأطراف المتناحرة ، فالكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي ، فعليه أن يتضامن للضغط على حكومة الوفاق للالتزام بالمبادرة ، وطرد الشيطان التركي وميليشياته الإرهابية من كل الأراضي الليبية” .
نرجس فخري – إعلامية مصرية مختصة بالشأن العربي والدولي