لا تتنفس دون هدف! بقلم : فاطمة المزروعي
هناك أهمية بالغة للأهداف في حياة الإنسان، خاصة عندما تنمي هذه الخصلة في قلوب وعقول الأطفال منذ نعومة أظفارهم، لأن تحديد هدف مستقبلي يتحول تدريجياً لما يشبه البوصلة تقود نحو الإنجاز، ونحو التحدي ونحو الإصرار لبلوغ الهدف وتحقيقه، والأطفال تحديداً يحتاجون للتشجيع للإيمان بالأهداف، على سبيل المثال عندما تسأل طفلك ما الذي تريد أن تكونه في المستقبل، فيجيب بأنه يريد أن يصبح طياراً أو طبيباً أو نحوها، هنا يكون دور الأم والأب حيوياً وهاماً، بدعم هذه الهواية أو هذه الغاية أو النظرة للمستقبل، من خلال جعل هذه الهواية محور حياته وتفكيره، الألعاب تدور عنها، الكتب والصور جميعها تتعلق بنفس توجه الطفل، فضلاً عن محادثته بين وقت وآخر عن أهمية هوايته وكيف يحقق تطلعاته. هذه الهواية أو هذه النظرة، هي هدف مبكر في عقل الطفل، تتحول تدريجياً لغاية وهدف حقيقي واضح المعالم إن أحسن الأب والأم التعامل معه وتغذيتها.
الحقيقة أن قيمة الأهداف وأثرها في حياتنا نحن الكبار أيضاً حيوي وهام، فالإنسان دون الأهداف كأنه بلا غاية ولا مقصد، أو كأنه ضائع. يقول الكاتب والشاعر والمسرحي ذائع الصيت في الأدب الإنجليزي وليام شكسبير: «إذا لم يكن لديك هدف، فاجعل هدفك الأول إيجاد واحد». عندما يقوم أحدنا بتحديد عدة أهداف ويتوجه نحوها بحيوية واهتمام، هو في الحقيقة يضع لنفسه خطة وأيضاً كأنه يرسم طريقاً واضحاً يسير عليه. يقول المؤلف والكاتب الأمريكي، روبرت شولر: «ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة. الإنسان بمجرد أن يحدد لنفسه هدفاً واضحاً تقفز إمكاناتـه قفزة إلى الأعلى، ويزداد نشاطه، ويتيقظ عقله، وتتحرك دافعيته، وتتولد لديه الأفكار التي تخدم أغراضه». حدد ما الذي تريده، ما هي غاياتك، ما هي نظرتك إلى المستقبل وقادم الأيام وأين تريد أن تكون، ضع هدفك أو أهدافك نصب عينيك وتوجه نحوها بحيوية واهتمام وإصرار.