8:46 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

البلدة القديمة بالخليل تعج بالمواطنين رغم إجراءات الاحتلال

شفا -بدت أزقة البلدة القديمة وحاراتها ومساجدها على غير عادتها تعج بالمواطنين والزوار الذين توافدوا عليها من كل حدب وصوب، حيث يتخذ أهالي محافظة الخليل؛ مدينتها وبلداتها وقراها، بالإضافة إلى زوارها سواء من الضفة الغربية أو من أراضي عام 1948، البلدة القديمة سوقا يشترون منه حاجياتهم المنزلية، ومأكولاتهم وخاصة المخللات والأجبان والألبان، وحلوياتهم على اختلاف أنواعها، خلال شهر رمضان المبارك، فهي تعيدهم، حسب قولهم، إلى أمجاد الماضي وإلى زمن العز والنهضة التي كانت تتمتع بها الأمة العربية والإسلامية.

ويقول زوار البلدة القديمة إن عبق حجارتها العتيقة يضفي نشاطا وحيوية في نفوسهم وهم يصطحبون معهم أطفالهم، فهي لا زالت تحافظ على هيكلها العام والسمات الرئيسة لنسيجها العمراني؛ فأزقتها ومبانيها تطغى عليها السمات العثمانية ضمن النمط المملوكي العام، كما أن حاراتها الـ13؛ بني دار، والعقابة، والقلعة، والمدرسة، والسواكنة، والخدمة، والمحتسبين، والحوشية، والمشارقة، وقيطون، والشيخ علي، والبكاء، والأكراد والقزازين، لا زالت قائمة صلبة الجدران، جميلة البنيان.

الأسواق بين رمضانين وانقطاع الدعم

بائع القطايف الحاج أبو عمر خرواط (62 عاما) قال لـ’وفا’ إنه ‘رغم سوء الوضع الاقتصادي لدى المواطنين إلا أننا نلاحظ عودة شيء من الانتعاش للبلدة القديمة مع قدوم الشهر الفضيل، رغم أن شهر رمضان الماضي كان أفضل بالنسبة لنا كتجار’، مستدركا ‘يبدو أن الوضع الاقتصادي المتدهور وعدم صرف رواتب الموظفين في موعدها أثر كثيرا على التجار، وخاصة نحن في البلدة القديمة، لأننا أصبحنا ومنذ 10 أعوام تقريبا، نعتمد في بيعنا على شهر رمضان، فهو الموسم الوحيد الذي ننتظره طوال العام’.

وأشار التاجر فهمي ناصر الدين إلى أن الدعم الذي كان يتلقاه تجار البلدة القديمة لتخفيض أسعار منتجاتهم وبضائعهم خلال الأعوام الماضية، انقطع هذا العام بشكل كامل، وقال لـ’وفـا’: ‘في الأعوام الماضية وبسبب الدعم البسيط الذي كنا نتلقاه، كانت ‘ربطة الخبز’ بنصف سعرها في البلدة القديمة، وكان سعر كيلو القطايف يتراوح بين 6 إلى 8 شيقل في أسواق الخليل، وفي البلدة القديمة 3 شيقل، واليوم نحن نبيعه بـ5 شواقل لجلب المواطنين صوب مدينتنا العتيقة، وبالتأكيد انقطاع دعم بعض المواد التموينية أثر بشكل كبير على حركة المواطنين في البلدة القديمة’.

وأكد خرواط أن دعم البلدة القديمة يعتبر أهم ركيزة للمحافظة عليها من التهويد، مناشدا السلطة الوطنية ومؤسسات الخليل الاهتمام أكثر ودعم البلدة القديمة، كما دعا أهالي الخليل والمواطنين الفلسطينيين عامة لأن يتوجهوا إليها باستمرار، موضحا أن قوات الاحتلال لا تجرؤ على تسيير دورياتها في البلدة القديمة عندما تكون مكتظة بالمواطنين.

حنين إلى الماضي وأمل بالمستقبل

موظف المحكمة الشرعية الشيخ موسى نعيم الشيخ درة (38عاما ) وأثناء تجوله في أزقة البلدة القديمة بصحبة ابنه محمد (6 سنوات)، قال لـ’وفا’: ‘يجب على ابني وابنك وأولاد المواطنين كلهم أن يزوروا بلداتنا القديمة سواء في الخليل، أو في القدس، أو غيرها من مدننا الفلسطينية، كما يجب علينا أن نعلمهم شد الرحال إلى الحرم القدسي إن أمكن ذلك، وإن لم نتمكن من الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى فعلينا أن نتوجه إلى الصلاة في مسجدنا الإبراهيمي، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه في سبيل حماية مقدساتنا وبلداتنا القديمة’.

وأشار إلى أن بلداتنا القديمة وخاصة في رمضان؛ ‘يعود إليها بهاؤها وجمالها’، وقال: ‘إنها تذكرنا بأيام الخير والبركة، وهي تكسبنا صفة التراحم والتآلف والمودة فيما بيننا، كما أن زيارتنا واصطحابنا أطفالنا فيها دروس حقيقية واقعية، يتعرفون من خلالها على أمجاد آبائهم وأجدادهم’.

دعوات للذود عن البلدة القديمة

خطباء الحرم الإبراهيمي ومسجدي السنية والقزازين دعوا المواطنين إلى الذود عن البلدة القديمة والدفاع عن مساجدها، وأهابوا بالمواطنين الاستمرار في عمارة مساجدها وأزقتها لحمايتها من الاحتلال ومستوطنيه الذين يحاولون إحكام سيطرتهم عليها.

كما نوهوا إلى أهمية إخراج أموال الزكاة على فقراء البلدة القديمة وغيرهم، مذكرين بالقول: ‘ما اشتكى فقير ضيق حاله وبئس أحواله وفقره، إلا بقدر ما قصّر غني في إخراج زكاة أمواله’.

وقال الواعظ وخطيب مساجد الخليل الشيخ نجيب الخطيب التميمي (75عاما) إن ‘البلدة القديمة هي قلب الخليل النابض الذي تربينا فيه مع أبائنا وأجدادنا، ووجودنا فيها وتوافدنا للصلاة في مساجدها يغيظ الاحتلال، والكل منا مسؤول أمام الله إذا أهملت هذه الأماكن المقدسة والتاريخية’، داعيا للالتفاف حول البلدة القديمة طوال العام وليس في رمضان فقط.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …