5:51 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

أنا نفسي أعيش بقلم : سوزان المشهدي

في برنامج أميركي مخصص للأطفال سألت المذيعة مجموعة من الأطفال بصورة تلقائية، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ أجاب الطفل الأول: طياراً، وأجاب الطفل الثاني: مذيعاً، وأجاب الطفل الثالث: طبيباً وأجاب الطفل الرابع باكياً: أنا لا أريد أن أكبر

ضحكت المذيعة من إجابة الطفل الباكية التي وقفت عندها كثيراً، لماذا لا يريد هذا الطفل أن يكبر؟ ما الذي يخفيه؟ وبصورة أخرى، ما الذي يعجبه في الطفولة وفي البقاء تحت مسؤولية أسرته؟

التحليلات كثيرة، ولم أصل فعلاً إلى إجابة قاطعة ومريحة، ربما لا يكون هذا الطفل لديه الرغبة أصلاً في العيش، أو ربما تكون لديه مخاوف كثيرة متعلقة بعدم قدرته على الحلم

على قناة الحياة المصرية إعلانات عدة عن مستشفى للقلب في إحدى مدن مصر الصغيرة، والمستشفى بالكامل مجاناً يقوم عليه الدكتور العالمي مجدي يعقوب لعلاج الأطفال من عيوب وتشوهات القلب.

من ضمن الإعلان الرائع الذي يحث على التبرعات والذي أُخرج بصورة رائعة ومحببة للقلب والروح معاً، لقاء مع عدد من الأطفال تسألهم المذيعة ماذا تتمنى أو بصورة أخرى ما الشيء الذي تريد الحصول عليه وتحلم به؟ وماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ اختلفت إجابات الأطفال لاحتواء السؤال على سؤالين، وهذا يربك الطفل، فالطفل يريد سؤالاً واحداً ليجيب عليه، ثم يتفرغ للسؤال الثاني. المهم سألت المذيعة الطفل الأول الطفل، وأجاب: أريد أيباداً، والثاني اختار الإجابة على السؤال الثاني، ربما لأنه علق في ذهنه ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فأجاب: مهندساً معمارياً مثل والدي، وأجاب الطفل الثالث: أريد أن أصبح محامياً وأجاب الرابع: أريد أن أصبح ممثلاً، وأجاب الخامس: أريد أن أصبح لاعب كرة

سألت المذيعة الطفلة الأخيرة.. توقفت كثيراً الطفلة عند السؤال، وصمتت كثيراً، ثم أجابت بعد داهمتها الحيرة: «أنا بس عاوزة أعيش!». لنعرف بعدها أنها إحدى الأطفال المريضات بثقب في القلب، وكل أملها وحلمها أن تتعالج لتعيش فقط… لا غير

أحلام الإنسان فعلاً تتوقف على أولوياته، فهي تعرف أنها لا يحق لها أن تحلم بالعمل المستقبلي إلا عندما تصبح قادرة على العيش كالأسوياء، ولا يحق لها أن تحلم بلعبة مثلاً لا تستطيع التمتع بها وهي تعاني من الآلام عند أقل مجهود عادي تقوم به، لذلك حصرت كل أمانيها بحلم العيش الذي لا يتحقق – بعد مشيئة الله – إلا بالعلاج الذي توفره هذه المستشفيات المتخصصة و المجانية

لماذا المجانية؟؛ لأن المريض الذي لا يتمكن من علاج نفسه يشعر بمرارة المرض، ومرارة زياد العبء على أسرة تكاد تعيش على الكفاف، ويصاحب هذه المرارة الشعور بتأنيب الضمير؛ لأنه يرى الأسرة تفعل المستحيل لعلاجه وقد لا تتمكن من ذلك أيضاً. مصر سبقتنا في خلق مستشفى السرطان للأطفال، ومستشفى القلب.. متى نحلم أن تكون لدينا مستشفيات مثلها متخصصة ومجانية قائمة على التبرعات من الألف إلى الياء؟

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …