شفا – نظم الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) اليوم ورشة عمل لمناقشة نتائج دراسة احتياجات الشباب من الخدمات الصحية وذلك بالمقر الرئيسي للإحصاء الفلسطيني بمدينة رام الله، حضرها العديد من ممثلي الوزارات وممثلي المؤسسات الدولية والخبراء المختصون وممثلي عن القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني والجهات ذات العلاقة بالموضوع.
وافتتحت الورشة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، مرحبة بالحضور، وأشارت أن انعقاد هذه الورشة جاءت بالدرجة الأساسية لمناقشة نتائج دراسة احتياجات الشباب من الخدمات الصحية الصديقة، حيث تعتبر هذه الدراسة ثمرة تعاون وشراكة ما بين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان لدراسة احتياجات الشباب من الخدمات الصحية الصديقة للشباب في الضفة الغربية.
ونوهت عوض، أن هذه الدراسة تهدف بالأساس الى الاطلاع على الخدمات الصحية المقدمة للشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة والذين يشكلون 22% من اجمالي سكان الاراضي الفلسطينية في نهاية عام 2011، والتعرف على احتياجاتهم وأولوياتهم من تلك الخدمات من وجهة نظر الشباب ومقدمي الخدمة والمختصين في هذا المجال، ودراسة وتقييم المجتمع المحلي فيما يتعلق بصحة المراهقين والشباب والخدمات المقدمة لهم، وكيف يمكن تكييف الخدمات الصحية لتلبية احتياجات الشباب، وذلك من خلال قياس مجموعة من المؤشرات الخاصة بالخدمات الصحية المقدمة للشباب.
وأضاف رئيس الإحصاء الفلسطيني، أن هذه الدراسة استندت على بيانات كمية ونوعية في دراسة احتياجات الشباب من الخدمات الصحية الصديقة للشباب، مما ساهم بشكل كبير بالإحاطة بجميع جوانب الدراسة، ففي الجانب الكمي تم تنفيذ مسح ميداني خاص لدراسة احتياجات الشباب من الخدمات الصحية من وجهة نظرهم حيث تم استيفاء بيانات 4,004 شابا وشابة في الفئة العمرية 15-24 سنة، وقد خرجت الدراسة بالعديد من النتائج والمؤشرات الهامة من أبرزها، تقييم الشباب للخدمات الصحية الحالية واحتياجاتهم من الخدمات الصحية، كما تم دراسة آراء الشباب حول ما تعني لهم خدمات صحية صديقة للشباب من خلال دراسة مواصفات الخدمات الصحية التي تلبي احتياجاتهم من حيث طبيعة الخدمة ومكانها وموقعها وجنس مقدم الخدمة وغيرها من المواصفات.
وقد استعرضت السيدة عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني ابرز نتائج الدراسة على النحو الأتي، يرى الشباب أن الامراض الناتجة عن السلوكيات غير السليمة (كالتدخين والادمان…الخ) من اهم القضايا الصحية التي يعاني منها الشباب في الضفة الغربية، ومن ثم المشاكل النفسية والأمراض المزمنة بواقع 41.9%، و25.9% و17.0% على التوالي.
وقد احتلت الخدمات الصحية النفسية المرتبة الأولى من بين الخدمات الصحية التي يرى الشباب في الضفة الغربية انهم بحاجة إليها حيث رأى 40.4% من الشباب في الضفة الغربية انها اهم خدمة صحية يحتاجها الشباب، في حين رأى نحو ربع الشباب (24.1%) ان اهم خدمة صحية يحتاجها الشباب هي الخدمات الصحية الجسمية، ثم الخدمات الصحية التغذوية بواقع 19.0% من إجمالي الشباب 15-24 سنة في الضفة الغربية.
بينما يعتقد نصف الشباب 15-24 سنة في الضفة الغربية ان الخدمات الصحية المتوفرة لا تلبي احتياجات الشباب، وحول اسباب اعتقادهم هذا كان السبب الاهم هو عدم توفر تلك الخدمات أو ندرتها بنسبة 30.5%، وعدم الاهتمام والتفهم لاحتياجات الشباب بنسبة 15.7%، ثم الاهمال وكثرة الاخطاء الطبية لنحو 15.3% وذلك من إجمـالي الشباب 15-24 سنة في الضفة الغربية.
وحول مواصفات الخدمات الصحية التي تلبي حاجات الشباب، اظهرت النتائج ان نحو 87% من الشباب يفضلونها قريبة من مكان السكن، ويفضل نحو 40% ان يكون المركز الصحي الخاص بالشباب مدمج مع خدمات صحية أخرى وليس مستقلا للشباب، واعتبر نحو 77% من الشباب ان موضوع السرية مهم عند حصولهم على الخدمة الصحية، وأفاد نحو 53% من الشباب انه لا يهمهم جنس مقدم الخدمة ان كان ذكرا او انثى.
وأشارت السيدة عوض، أنه فيما يتعلق بالجانب النوعي، فقد تم تنفيذ 8 مجموعات بؤرية وقد روعي في تنفيذ هذه المجموعات التوزيع الجغرافي للضفة الغربية وجنس المبحوثين، كما تم عقد لقاءات مع مقدمي الخدمة الصحية في مختلف مناطق الضفة الغربية، كما عقدت 10 لقاءات مباشرة مع شخصيات ومؤسسات ذات علاقة مباشرة بقضايا الشباب
ونوهت السيدة عوض، لقد حاول هذا الجانب من الدراسة التوقف عند التحديات والإشكاليات التي يتعاطى بها النظام الصحي الفلسطيني فيما يتعلق باحتياجات الشباب والشابات من ناحية الخدمات والمعلومات المرتبطة بصحتهم وجودة حياتهم، كما تم الوقوف على مختلف العوامل والظروف والتحديات التي يواجهها الشباب وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على واقعهم الصحي، ضمن الوضع العام الفلسطيني، والظروف الاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى محاولة الخروج بتوجهات عامة ضمن توجهات الأطراف المختلفة لرسم رؤية مستقبلية يتم على اساسها بلورة منظومة خدمات صحية صديقة للشباب، وسأعطي المجال لمستشار الدراسة النوعية في وقت لاحق من هذه الورشة لتقديم مداخلته حول نتائج وتوصيات هذا الجانب من الدراسة.
وتقدم رئيس الإحصاء الفلسطيني، بالشكر لكل من ساهم في هذه الدراسة واخص بالذكر الخبراء وممثلي المؤسسات ذات العلاقة الذين شاركوا بآرائهم وخبرتهم لاغناء هذه الجانب من الدراسة وخروجها بالوجه الاكمل.
وتقدمت السيدة عوض، كذلك بالشكر لجميع القائمين على اعداد هذه الدراسة من الاطراف الشريكة الثلاث واخص بالذكر المشرفين على الدراسة السيدة باربارا ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان والدكتور اسعد رملاوي واللجنة الاستشارية للمشروع ممثلة بالدكتور علي الشعار والانسة رشا ابو شنب من صندوق الامم المتحدة للسكان والسيدة لبنى صدر من وزارة الصحة، والسيد محمد دريدي، واللجنة الفنية للمشروع في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والسيد ايمن عبد المجيد مستشار الدراسة النوعية على جهودهم لانجاز هذه الدراسة الهامة.
وأخيرا تمنت السيدة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، ان يتم الأخذ بنتائج هذه الدراسة من قبل الجهات والمؤسسات ذات العلاقة عند وضع السياسات والبرامج والخطط المتعلقة باحتياجات الشباب كون هذه الدراسة تمثل حجر الاساس لبناء وإنشاء خدمات صحية صديقة للشباب في المستقبل.
وأكدت السيدة باربارا جورجي ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية، أن الأمم المتحدة تعتبر فئة الشباب من أهم الفئات التي يجب أن يتم النظر اليها بشكل شمولي من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكذلك إلى صحتهم الجسدية والنفسية، ومن هنا يولي صندوق الأمم المتحدة للسكان اولوية قصوى لموضوع الشباب.
واكدت السيدة باربارا عن سعادتها في انجاز هذه الدراسة النوعية والتي يجب علينا جميعا ان نستخدم نتائجها في كافة البرامج الخاصة بالشباب. وتقدمت السيدة باربارا بجزيل الشكر والتقدير للإحصاء الفلسطيني ووزارة الصحة على تعاونهم في انجاز هذه الدراسة.