شفا – دعا رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بادارة شؤون الهيئة قي قطاع غزة عبد الناصر فروانة، ، كافة الفصائل الفلسطينية، الوطنية والإسلامية، إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها، والاستفادة من تجارب الصمود السابقة بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد.
وتابع فروانة من الأهمية بمكان التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل أو المواطن، وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها، في ظل استمرار الاعتقالات وتصاعدها وشمولها للكل الفلسطيني.
وأضاف: بأن على المؤسسات المعنية ووسائل الاعلام المختلفة أن تولي هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام، خاصة وأن كل فلسطيني “متهم” من قبل سلطات الاحتلال ومعرّض للاعتقال في أي لحظة.
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الـ25 لاستشهاد الأسير “مصطفى العكاوي” (35 عاما) من مدينة القدس والذي سطّر ملحمة مشرقة في الصمود وحقق الانتصار على الجلاد، وفضل الصمود على الاعتراف، فاستشهد في الرابع من شباط/فبراير1992، داخل زنازين سجن الخليل، ليشكل نموذجا يُحتذى ويترك بعد مماته ارثا ساطعاً لمن بقى حيا من شعبه ويقاوم.
وأكد فروانة على أن التجارب السابقة تشير الى ان الصمود ممكن والانتصار وارد على المحقق الإسرائيلي، ومئات من التجارب الفردية والجماعية سُجلت فذ هذا السياق، والتي تشكل بمجموعها نماذج رائعة، بالرغم مما مُورس بحقهم من تعذيب قاسي ومميت، بأشكاله المتعددة، الجسدية والنفسية والتي وصلت لأكثر من ثمانين شكلاً .
وأوضح فروانة بأن للصمود عوامل أساسية يجب توفرها لدى المناضل أو المواطن العادي قبل أن يمر بتجربة الاعتقال، و إذا ما توفرت وبنيَّ وصُقل جيداً وكان –المقاوم أو المواطن- على دراية بها وما قد يُمارس بحقه من تعذيب ومعاملة قاسية من قبل السجان الإسرائيلي، وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان، يمكنه الصمود في أقبية التحقيق، والتكيف السريع والايجابي مع اخوانه ورفاقه المعتقلين في مواجهة صعوبات الحياة الإعتقالية وقسوتها.