معركة الإنسان القديمة بقلم : فاطمة المزروعي
يقال إن أول ملامح علم الأوبئة بدأت مبكراً جداً وتحديداً على يد الطبيب الإغريقي الشهير أبقراط، الذي ترجع وفاته إلى 400 عام قبل الميلاد، إلا أن عمله وجهده انحصر في مجال الملاحظة والتأمل والتدوين، لكن بدأت تتضح معالم هذا المجال العلمي بعد الطبيب أبقراط بعدة قرون، ليصل إلى التحليل والوصف للأمراض وكيف تنتشر في المجتمعات السكانية وأثر الممارسات الحياتية المختلفة في نشوء البعض من الفيروسات وانتشارها، واستمر التطور بشكل مذهل ليصبح هذا العلم واحداً من أعمدة المجتمعات وسلامتها وصحتها، واليوم يتصدى علماء الأوبئة في كل مختبرات العالم لهذا الفيروس، ويعملون بجد وجهد متواصل من أجل وضع اليد على مصل دوائي يوقف هذا الفيروس ويعالج المرضى والمصابين فضلاً عن الحماية منه.
أدرك أن هذا الجهد يقوم به أيضاً علماء آخرون في مجالات أخرى مثل الصيدلة والكيمياء وعلم الأمراض ونحوها، وهذه الجهود جميعها من المؤكد أنها ستثمر وتنتج علاجاً شافياً ونهائياً لهذا الفيروس، بل إننا نسمع يومياً عن علاجات من مختلف أرجاء العالم يتم حالياً العمل على تجربتها وقياس مدى تأثيرها ومدى نجاحها في علاج كورونا؛ والجميع يدرك أنه وقت قليل وسيتم الكشف عن العلاج النهائي.
الإنسان سعى منذ القدم، منذ عصور ضاربة العمق في الزمن، نحو إيجاد العلاج لكل الأمراض والفيروسات التي تصيبه، وطوال التاريخ كان النجاح حليفه، فقد أوقف أمراض كانت تفتك بالملايين مثل الجدري والحصبة والحمى القاتلة وغيرها، وهذه المسيرة والجهد لم تتوقف ولن يتوقف؛ وفي هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها مع فيروس كورونا أيضاً سيكتب النجاح للبشرية في تجاوزه والتغلب عليه قريباً بإذن لله.